كشفت صحيفة عن استعداد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لإطلاق عملية عسكرية كبرى لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، في خطوة قد تشكّل تحولًا مفصليًا في مسار الحرب وتمهد لمعركة فاصلة على العاصمة صنعاء.
وقالت صحيفة The National الإماراتية، في تقرير حديث لها، أنه وعلى الرغم من الاستعدادات الحكومية لتحرير الحديدة إلا أن الغموض الذي يكتنف الموقف الأميركي من العملية يثير قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية.
وأكدت بدء التحضيرات الميدانية بالفعل، مع حشد ما يُقدّر بـ80 ألف جندي على جبهات الساحل الغربي، تمهيدًا للتقدم نحو الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2021، ويُعد ميناؤها شريانًا حيويًا لإمدادات الوقود والمساعدات الإنسانية.
وتأتي هذه التحركات بعد ضربات جوية أميركية استهدفت مواقع حوثية خلال الأسابيع الماضية، وأسفرت عن مقتل قيادات بارزة، مما أعطى دفعة للقوات الحكومية وحلفائها.
ومع ذلك، يشير باحثون إلى أن غياب دعم أميركي واضح للعملية قد يعرقل تقدمها، وسط حديث عن تردد واشنطن في تبني موقف حاسم تجاه تصعيد عسكري بهذا الحجم.
وقال فارع المسلمي، الباحث في معهد تشاتام هاوس، إن الحكومة اليمنية تراهن على دعم مباشر من واشنطن لم يتبلور حتى الآن، في ظل سياسة أميركية وصفها بـ"المتذبذبة" تجاه الملف اليمني. في المقابل، يرى رئيس مركز الخليج للأبحاث، عبدالعزيز صقر، أن السيطرة على الحديدة ستكون خطوة مفصلية قد تفتح الطريق نحو صنعاء، معتبرًا أن "سقوط الحديدة يعني بدء العد التنازلي لنهاية الحوثيين".
إلا أن العملية المرتقبة تواجه تحديات قانونية وسياسية، أبرزها احتمالية خرق اتفاق ستوكهولم الموقّع برعاية الأمم المتحدة في 2018، والذي نصّ على انسحاب متبادل من الحديدة، وهو اتفاق لم يلتزم به الحوثيون حتى اليوم.
وفي سياق متصل، كشف التقرير عن تزايد الحضور الروسي في الساحة اليمنية، من خلال اتفاقات سرّية أبرمها الحوثيون مع موسكو وبكين لضمان مرور آمن لسفنهم عبر مضيق باب المندب، مع أنباء عن استعداد روسي لتزويد الجماعة بأسلحة نوعية، ضمن تنسيق ثلاثي مع طهران.
كما تشير تقارير إلى انتقال جزء من القدرات الاستخباراتية الروسية من سوريا إلى اليمن، وسط معلومات عن مشاركة مقاتلين يمنيين مجنّدين من قبل الحوثيين في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وفي ظل هذه المعطيات، تتصاعد المخاوف في الأوساط اليمنية من تداعيات ما بعد أي نصر عسكري محتمل في الحديدة أو صنعاء، خاصة في ظل غياب مؤسسات الدولة وافتقار الحكومة لثقة الشارع، في ضوء تجاربها الإدارية المتعثرة في جنوب البلاد.
تابع المجهر نت على X