مواطنون يغلقون مراكز حوثية لتجنيد الأطفال في صنعاء

مواطنون يغلقون مراكز حوثية لتجنيد الأطفال في صنعاء

أقدم أهالي في العاصمة المختطفة صنعاء على اقتحام وإغلاق عدد من المراكز الصيفية التابعة لجماعة الحوثي الإرهابية، بعد كشفهم تحويل هذه المراكز إلى معسكرات مغلقة لتجنيد الأطفال والزجّ بهم في جبهات القتال، في خطوة تعكس تصاعد حالة الغضب الشعبي تجاه ممارسات الجماعة.

وأفادت مصادر محلية من مديرية معين، ثاني أكبر مديريات العاصمة، بأن سكان حي السنينة أغلقوا خلال الأيام الماضية ثلاثة مراكز رئيسية، هي: "الشهيد القائد" بمدرسة موسى بن نصير، و"الأنصار" بمدرسة ردفان، و"الإمام الحسين" في جامع الحسين بحارة وادي الأحلى، بعد اكتشافهم قيام هذه المراكز باستدراج أطفال الحي لتجنيدهم تحت ستار الأنشطة الصيفية.

وتشير المعلومات إلى أن المراكز المغلقة كانت جزءاً من نشاط متوسع لجماعة الحوثيين يشمل 15 مدرسة ومسجداً في الحي ذاته، تديره ما تُعرف بـ"اللجنة الإشرافية العليا للمراكز الصيفية"، التي يشرف عليها قياديون حوثيون.

ويتهم الأهالي الجماعة بشن حملات استدراج ممنهجة تستهدف أطفال الأحياء الشعبية، وإخضاعهم لدورات مغلقة تُغرس فيها الأفكار الطائفية وتُدرَّس فيها أساليب القتال، قبل إرسالهم إلى ساحات المعارك.

وقال والد أحد المجندين السابقين، إن نجله البالغ حينها 14 عاماً، تم استقطابه إلى أحد هذه المراكز قبل أربع سنوات، ليُرسل بعدها مباشرة إلى جبهة قتال حيث لقي حتفه. وأضاف: "لم نعلم بمصيره إلا بعد سبعة أشهر، حين فوجئنا بصورته ضمن قتلى الجماعة في معرض بمديرية معين".

وردّت جماعة الحوثيين على هذه التحركات الشعبية بإرسال مسلحين لإعادة فتح المراكز بالقوة، ملوّحة بحملات اعتقال جماعي بتهمة "التحريض ضد التعليم"، في تصعيد أثار مخاوف من موجة قمع جديدة ضد الأهالي الرافضين لتجنيد أبنائهم.

الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من جانبها وصفت هذه المراكز بأنها "معسكرات مغلقة تهدد الطفولة اليمنية وتنسف الهوية الوطنية"، متهمة الحوثيين باستخدام الأنشطة الصيفية كغطاء لتجنيد الأطفال ونشر الفكر الطائفي.

وتؤكد تقارير حقوقية محلية ودولية استمرار جماعة الحوثيين المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية (FTO) في تجنيد آلاف الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل، وسط تحذيرات من تفشي هذه الظاهرة وتداعياتها الكارثية على مستقبل اليمن.