انسحاب مفاجئ للبحرية الإيرانية من البحر الأحمر بعد 15 عامًا من التواجد المستمر

انسحاب مفاجئ للبحرية الإيرانية من البحر الأحمر بعد 15 عامًا من التواجد المستمر

في تطور يُعد تحولاً في موازين القوى البحرية الإقليمية، انسحبت وحدات البحرية الإيرانية النظامية (نداجا) من البحر الأحمر وخليج عدن، منهية بذلك أكثر من 15 عاماً من التواجد المتواصل في هذه المنطقة الاستراتيجية، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على تغيير محتمل في استراتيجية طهران البحرية.

وبحسب تقرير لمجلة The Maritime Executive المتخصصة في الشؤون البحرية، جاء الانسحاب متزامنًا مع انتشار مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، وهو ما قد يكون دفع طهران إلى سحب سفنها، التي كانت تنفذ مهام دورية منذ عام 2008 بزعم مكافحة القرصنة وحماية المصالح الإيرانية.

واعتمدت إيران خلال فترة انتشارها على فرقاطات من طرازي "موج" و"باياندور"، إلى جانب سفن دعم لوجستي من طراز "بندر عباس" و"هنغهام". 

وكان الأسطول 99 آخر تشكيل فعّال للبحرية الإيرانية في خليج عدن، بينما اقتصر دور الأسطول 100 على مهمات تدريبية وزيارة ميناء مومباي، دون تسجيل تواجد فعلي له في المنطقة. 

وتعززت مؤشرات الانسحاب بعد رصد تحركات غير معتادة لعدد من السفن الحربية الإيرانية داخل ميناء بندر عباس، إلى جانب صور أقمار صناعية أظهرت غواصتين من طراز "كيلو" قيد الصيانة، فيما يُرجح أن الغواصة الثالثة تتابع نشاط الأسطول الأمريكي في خليج عُمان.

ويرى محللون أن انسحاب البحرية الإيرانية قد يضعف الدعم الاستخباراتي الذي كانت تقدمه لجماعة الحوثي في اليمن، التي لطالما اعتمدت على المعلومات البحرية الإيرانية لتنفيذ هجمات ضد السفن في الممرات الدولية.

ويأتي هذا التطور في توقيت حرج، مع تصاعد الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد مواقع جماعة الحوثيين التي تصنفها واشنطن كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أبعاد القرار الإيراني وتداعياته الأمنية والعسكرية في منطقة شديدة التوتر.