دفعت جماعة الحوثي الإرهابية خلال الأيام الثلاثة الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة من العاصمة المختطفة صنعاء باتجاه محافظة الحديدة الساحلية، في خطوة تعكس حالة استنفار قصوى وسط تصاعد المؤشرات عن هجوم بري وشيك من القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف.
وبحسب مصدر خاص في وزارة الدفاع التابعة للجماعة، فقد شملت التعزيزات أكثر من 130 مركبة وآلية عسكرية، بينها ناقلات جند ومصفحات، إلى جانب مئات المسلحين، ما يعكس حجم القلق الذي يسود صفوف الجماعة من احتمال فتح جبهة جديدة في الحديدة، ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن قيادات الجماعة تعيش حالة من الارتباك، خصوصاً بعد ورود تقارير استخباراتية داخلية تشير إلى وجود استعدادات عسكرية مكثفة من قبل القوات الحكومية، بدعم خارجي لوجستي واستشاري، لاستعادة المدينة الساحلية.
وشرعت الجماعة، وفق المصدر، في تنفيذ تحصينات هندسية جديدة على مداخل الحديدة، لا سيما من الجهتين الشرقية والجنوبية، بهدف تعزيز دفاعاتها وتأخير أي اختراق بري محتمل، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الانسحابات المفاجئة التي شهدتها بعض الجبهات في السابق.
وتضم محافظة الحديدة ثاني أكبر ميناء في اليمن على البحر الأحمر، والذي يعد شريانا اقتصاديا وعسكريا حيويا للحوثيين، ما يجعل السيطرة عليه أولوية استراتيجية لكافة أطراف الصراع.
ويأتي هذا التصعيد في ظل هدنة غير معلنة، تشهد بين الحين والآخر خروقات من الطرفين، منذ اتفاق ستوكهولم الموقّع برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2018، والذي جمد العمليات العسكرية في المدينة، دون أن يُفضي إلى تسوية دائمة، بعد تنصل الحوثيين عن تنفيذ بنوده الرئيسية.
ويرى مراقبون أن أي تحرك عسكري جديد نحو الحديدة قد يطيح بالوضع القائم، ويعيد خلط الأوراق في المشهد الميداني، خصوصًا مع ما ألمحت إليه تقارير صحف أمريكية مؤخراً عن تصعيد محتمل يستهدف النفوذ الحوثي في الساحل، ضمن استراتيجية أوسع لتحجيم الأذرع الإيرانية في المنطقة.
تابع المجهر نت على X