تصاعدت وتيرة التوتر في العاصمة المختطفة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، عقب اقتحام عشرات المسلحين من قبائل الحدا بمحافظة ذمار المدينة، احتجاجًا على اختطاف عدد من أبنائهم وفرض جبايات ضريبية وصفت بـ "الباهظة وغير القانونية".
وأكدت مصادر قبلية ومحلية متطابقة، أن المئات من أبناء الحدا، على متن سيارات محملة بالسلاح، دخلوا صنعاء منذ يومين، متحدّين نقاط التفتيش المشددة التي أقامتها جماعة الحوثيين، خصوصًا في نقطة "سيّان" بمديرية سنحان جنوب العاصمة.
ويأتي هذا التحرك القبلي الغاضب إثر قيام الحوثيين باعتقال عدد من أبناء الحدا دون مسوغ قانوني، وفرض رسوم مالية مرتفعة على سيارات القات القادمة من المنطقة ذاتها، الأمر الذي اعتبرته القبائل انتهاكًا للأعراف القبلية وتعديًا صارخًا على حقوقها الاقتصادية.
وقال مشايخ من الحدا إنهم لن يتراجعوا عن تحركاتهم حتى يتم الإفراج عن المختطفين ووقف الجبايات المفروضة، معتبرين أن ممارسات الحوثيين تمثل "استفزازًا ممنهجًا" وتغولًا على القبائل التي التزمت بضبط النفس لفترة طويلة رغم الانتهاكات المتكررة.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، نشرت الجماعة أكثر من 20 طقماً عسكريًا في عدد من مداخل ومناطق صنعاء، إلا أن التحركات القبلية تواصلت وسط حالة من الغليان الشعبي والاحتقان المتزايد.
ويرى مراقبون أن دخول قبائل الحدا إلى صنعاء بهذا الشكل العلني وغير المسبوق يمثل تحديًا واضحًا لجماعة الحوثي في قلب معاقلها، كما يعكس حجم السخط المتنامي ضد سياسات الجماعة، التي تتهمها القبائل بانتهاج "نهج طائفي واستعلائي" وبتعميق الفقر والمعاناة في أوساط السكان بمناطق سيطرتها.
تابع المجهر نت على X