قيادي حوثي يحوّل سجن العَشّة في عمران إلى مركز تعذيب

قيادي حوثي يحوّل سجن العَشّة في عمران إلى مركز تعذيب

تحوّل سجن العَشّة في مديرية العشة بمحافظة عمران إلى مركز لانتهاك حقوق الإنسان، في ظل إشراف مباشر من القيادي الحوثي حسن محمد صالح القاضي، المعين من الجماعة مديرًا لأمن المديرية، وسط تصاعد الشكاوى عن ممارسات تعذيب وقمع ممنهج ضد المدنيين. 

وأفادت مصادر محلية بأن القاضي يقود سلسلة من الانتهاكات داخل السجن، أبرزها اعتداء عناصر تابعة له على السجين حاشد قاسم أبوسن، بعد اقتحام زنزانته والاعتداء عليه بالضرب المبرح صباح الخميس الماضي، دون أي مبرر قانوني. 

ووفقًا للمصادر، فإن الاعتداء تم أمام مرأى بقية السجناء، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات والانفلات الأمني داخل مراكز الاحتجاز الخاضعة للحوثيين.

السجين حاشد أبوسن تقدّم بشكوى رسمية إلى النائب العام ومفتش وزارة الداخلية التابعين لحكومة الحوثيين، وثّق فيها تفاصيل ما تعرض له من تعذيب، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين، غير أن مناشدته قوبلت بالتجاهل التام، ما يعكس تغوّل القيادات الحوثية وتجاهلها التام لأي مطالبات بالعدالة. 

وفي سياق متصل، أقدم القاضي أيضًا على اعتقال مدير مكتب الأوقاف في المديرية، علي دغشر أبوسن، بعد نشره منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي أعرب فيه عن تضامنه مع مواطن مختطف لدى الجماعة في صنعاء.

وذكرت المصادر أن المنشور تضمّن مطالبة بالإفراج عن المواطن علي غالب أبوحلفة، المحتجز منذ خمسة أشهر بسبب خلاف مالي مع أحد المشرفين الحوثيين.

وتؤكد شهادات متكررة من داخل سجن العشة أن الانتهاكات باتت نمطاً ممنهجًا، وسط غياب تام لأي شكل من أشكال الرقابة أو المحاسبة، حيث تحوّلت المرافق الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى أدوات للقمع والتنكيل بالمدنيين.

الوقائع المتكررة من داخل هذا السجن تفتح الباب مجددًا أمام مطالبات حقوقية بضرورة تدخل منظمات دولية لرصد وتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، في ظل استمرار الجماعة في فرض قبضتها الأمنية خارج إطار القانون.