شنت جماعة الحوثي الإرهابية، حملة مداهمات عنيفة طالت مكاتب منظمات أممية، وانتهت باختطاف عشرة موظفين يعملون لدى برنامج الغذاء العالمي، اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية في صنعاء والحديدة، في مشهد يعكس حالة الذعر التي تعيشها الجماعة عقب الضربة الإسرائيلية التي أودت برئيس وأعضاء في حكومتها غير المعترف بها بصنعاء.
وكشف الباحث الاقتصادي في الشؤون اليمنية د. عبدالقادر الخراز، أن مسلحي الجماعة ركزوا على موظفين يعملون في أقسام الأمن وتقنية المعلومات، وهو ما يؤكد أن الحملة مرتبطة مباشرة بمخاوف الحوثيين من وجود اختراقات استخباراتية في مكاتب المنظمات، خصوصًا بعد فشلهم في حماية قياداتهم من الضربات الدقيقة التي طالتهم داخل العاصمة.
وبحسب الخراز، فقد سلم مكتب برنامج الغذاء العالمي بصنعاء، خمسة موظفين فور وصول الأطقم الحوثية دون أي اعتراض، بينما في الحديدة تم اقتياد اثنين آخرين.
أما في مكتب اليونيسف، فقد حاولت المنظمة الرفض، لكن العناصر الحوثية اقتحمت المقر بقوة مسلحة بينها "زينبيات"، واحتجزت الموظفين في بدروم المكتب لساعات، وأجبرتهم على توقيع تعهدات بعدم السفر، ثم اقتادت اثنين منهم بالقوة.
ويذكر الخراز في تدوينة له على "فيسبوك"، أن الاستهداف شمل مكتب منظمة الصحة العالمية حيث تم خطف موظف واحد، إلى جانب مصادرة كاميرات مراقبة وخوادم بيانات من عدة مكاتب.
وتكشف هذه الانتهاكات أن الحوثيين باتوا ينظرون إلى المكاتب الأممية في صنعاء كتهديد محتمل لا كمؤسسات إنسانية، وأنهم يتعاملون مع موظفيها كشبكات اختراق محتملة يجب إخضاعها بالقوة.
وفي المقابل، يقول الخراز أن الأمم المتحدة تصرُّ منذ عشر سنوات على البقاء في صنعاء وإدارة مليارات الدولارات عبر سلطة الجماعة، متجاهلة التحذيرات والدعوات المتكررة لنقل مقراتها إلى عدن وربط تمويلاتها بالبنك المركزي الشرعي.
لكن تقاعس الأمم المتحدة أمام جرائم الخطف والابتزاز التي يتعرض لها موظفوها، بل وقبول بعض مكاتبها بتسليم موظفيها دون مقاومة، يضعها في موضع شبهة التواطؤ أكثر من كونها ضحية.
واليوم مع تحوّل صنعاء إلى مسرح لتصفية حسابات إقليمية ودولية، يتضح أن المكاتب الأممية لم تعد سوى ورقة بيد الجماعة التي تستخدمها لحماية نفوذها والتغطية على فشلها الأمني الذريع.
تابع المجهر نت على X