حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، جماعة الحوثي من استمرار اعتداءاتها العسكرية والأمنية وما تسببه من مخاطر مباشرة على حياة المدنيين والبنية التحتية في اليمن والمنطقة، مؤكدًا أن ممارساتها التصعيدية تهدد جهود السلام وتعرض الشعب اليمني لخطر غير مسبوق.
جاء ذلك في ختام زيارته إلى العاصمة العُمانية مسقط، الثلاثاء، حيث التقى قيادات بارزة في الجماعة، بينهم رئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام، وعرض خلال ذلك موقف الأمم المتحدة تجاه الأزمة اليمنية في ظل انتقادات متصاعدة لموقف المنظمة الأممية التي يُتهم أداؤها بالتساهل أمام تصعيد الحوثيين.
وعبّر المبعوث الأممي عن قلقه البالغ من استمرار الهجمات الحوثية على المدنيين داخل اليمن، وتوسيع دائرة التصعيد عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ ضد أهداف إسرائيلية وفلسطينية بذريعة دعم غزة، داعيًا إلى ضبط النفس ووقف كافة أشكال الاعتداءات.
كما شدد على ضرورة تحمل جميع الأطراف لمسؤولياتها في الحد من التصعيد، وأهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم الأمم المتحدة في مساعيها لإحلال سلام شامل ومستدام، محذرًا من أن استمرار الاعتداءات والاعتقالات التعسفية يقوّض فرص التسوية.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت صعّد فيه الحوثيون من اعتداءاتهم على المنظمات الأممية، حيث اقتحم مسلحو الجماعة قبل يومين مقرات تابعة للأمم المتحدة في صنعاء والحديدة، عقب القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة عدد من أعضاء حكومة الجماعة.
وأسفرت تلك المداهمات عن اعتقال ما لا يقل عن 11 موظفًا، إضافة إلى مصادرة معدات وأجهزة، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وأكدت بحسب مراقبين عدم جدية الجماعة في الانخراط بمسار تفاوضي حقيقي.
ويرى محللون أن لقاءات مسقط تطرح تساؤلات حول قدرة الأمم المتحدة على ممارسة ضغط فعلي على الحوثيين، في ظل تمسك الجماعة بخياراتها العسكرية واستمرارها في استخدام ورقة الاعتقالات والاحتجاز التعسفي كوسيلة للابتزاز السياسي.
كما يؤكدون أن التماهي مع الاختطافات الحوثية لموظفي العمل الإنساني يجعل موقف المنظمات الدولية في اليمن عرضة للتشكيك والاتهام بالانحياز غير المباشر لصالح الجماعة المدعومة من إيران.
تابع المجهر نت على X