الحوثيون يسحبون ممثلهم من العراق نتيجة ضغوط أمريكية

الحوثيون يسحبون ممثلهم من العراق نتيجة ضغوط أمريكية

أعادت جماعة الحوثي الإرهابية، ممثلها الخاص لدى الحشد الشعبي في العراق إلى صنعاء، في خطوة تعكس استجابةً ضمنية لتحذيرات أمريكية من اتساع نشاط الجماعة في بغداد، وتنسيقها المتزايد مع فصائل عراقية مرتبطة بإيران.

وقال الباحث المتخصص في شؤون الحوثيين عدنان الجبرني، إن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، استدعى ممثله الخاص لدى الحشد الشعبي في العراق أبو إدريس الشرفي، إلى صنعاء، بعد انكشاف نشاطاته وأدواره هناك.

وبحسب الباحث الجبرني، كان الشرفي يؤدي أدوارا بارزة في تعزيز الروابط بين الحوثيين والفصائل العراقية المرتبطة بإيران، من خلال ما عُرف بـ "لجنة العمليات المشتركة"، التي تشكلت مطلع عام 2023، لتنسيق الأنشطة السياسية والأمنية والإعلامية بين الطرفين.

وخلال الأشهر الماضية، توارى الشرفي عن الظهور العلني في العراق، قبل أن تتم إعادته إلى صنعاء مؤخرًا، ووفقا للمصدر فإنه ترك موقعه في بغداد لنائبه أحمد العزي الذي يواصل مهام التنسيق، وشارك مؤخرًا على رأس وفد حوثي في المسيرات الأربعينية بكربلاء.

وفي مارس/ آذار الماضي، نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريرًا عن إغلاق مقر رئيسي للحوثيين وسط بغداد، في خطوة عُدّت مؤشرا على تضييق رسمي عراقي على تحركات الجماعة، تزامنا مع اتصالات أمريكية مباشرة مع الحكومة العراقية للحد من أنشطة الحوثيين هناك.

ويرى مراقبون أن إعادة الشرفي إلى صنعاء تعكس حساسية الدور الحوثي في العراق، إذ تتخوف واشنطن من استغلال الجماعة للساحة العراقية لتمرير الدعم اللوجستي والسياسي من طهران، وربطه بجبهات الصراع في اليمن والبحر الأحمر.

ورغم عودته بعد فترة من بقاءه في بغداد، لا يزال الشرفي يحتفظ بنفوذ واسع داخل الجماعة، لاسيما عبر ما يُعرف بـ "مكتب السيد"، حيث يشرف على لجان تعبوية وتحشيدية مرتبطة بالمناسبات الدينية، مثل التحضيرات الجارية لفعاليات المولد النبوي، بما يعكس استمرار دوره المركزي في الجهاز التعبوي للحوثيين، بعيدًا عن الأنظار.