شنّ زعيم جماعة الحوثي الإرهابية، هجوماً غير مسبوق على موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في البلاد، متهماً إياهم بالضلوع في "عمليات تجسسية وعدوانية" لصالح إسرائيل والولايات المتحدة، ومتوعداً بمحاسبتهم، في تصعيد يعكس توجهات الجماعة العدائية تجاه العمل الإنساني في اليمن.
وخلال كلمة متلفزة بثّتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، وجه عبدالملك الحوثي اتهامات مباشرة لمسؤول الأمن والسلامة في برنامج الغذاء العالمي بصنعاء عمار ناصر، زاعما أنه "قدّم إحداثيات أدت إلى استهداف اجتماع حكومي تابع للجماعة في 28 أغسطس الماضي".
وقال الحوثي إن "من أخطر الخلايا التجسسية التي نشطت هي من المنتسبين لمنظمات تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف"، مضيفًا أن جماعته تمتلك أدلة قاطعة على ضلوع هؤلاء الموظفين في أنشطة عدوانية ضد اليمن.
وحتى مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، اعتقلت جماعة الحوثي أكثر من 16 موظفاً من العاملين في برنامج الغذاء العالمي، بينهم مسؤول قسم الأمن والسلامة عمار ناصر، ونائبه غانم أحمد غانم، ومساعده عبدالله القاضي، إضافة إلى عبدالله القاضي مسؤول الأمن والسلامة في الحديدة، الذي اختُطف أيضاً ضمن الحملة ذاتها.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مؤخرا، ارتفاع عدد موظفيها المختطفين لدى جماعة الحوثي إلى 54 موظفًا، في أكبر حملة استهداف تطال الكوادر الأممية منذ بدء الحرب في اليمن، وسط صمت دولي متزايد وتدهور متسارع للوضع الإنساني.
ويُنظر إلى تصريحات عبدالملك الحوثي على نطاق واسع، بأنها دعوة صريحة لمواصلة استهداف العاملين في المجال الإنساني، ومحاولة لتبرير حملة الاعتقالات التي تشنها جماعته ضد موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في الوقت الذي تواجه فيه مناطق سيطرتها انهيارا اقتصاديا وتصاعدا في الغضب الشعبي.
وتُعد هذه الاتهامات، بحسب مراقبين، استمرارا لنهج جماعة الحوثي في تسييس العمل الإنساني وتحويل المنظمات الدولية إلى رهائن تحت تهديد السلاح، بينما تواصل الجماعة استخدام الخطاب التحريضي لنيل مكاسب سياسية عبر ترهيب المؤسسات الدولية.
تابع المجهر نت على X