أدانت منظمة سام للحقوق والحريات، بأشد العبارات، جريمة مقتل الطبيبة وفاء المخلافي في العاصمة صنعاء، معتبرةً أنها "جريمة نكراء تمس الحق في الحياة والكرامة الإنسانية، وتكشف عن الانفلات الأمني وتواطؤ سلطات الأمر الواقع في حماية الجناة".
وذكرت المنظمة، في بيان صادر عنها، أن الطبيبة المخلافي قُتلت مساء الخميس أثناء عودتها من زيارة عائلية في منطقة شملان، بعد أن اعترضت عصابة مسلحة طريقها في حي النهضة، ولاحقتها حتى شارع وزارة الإعلام، حيث أطلق أفراد العصابة النار عليها ما أدى إلى مقتلها على الفور.
وأشارت المنظمة إلى أن تضارب الروايات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثي – التي ذكرت أن الجريمة وقعت يوم الجمعة وأعلنت القبض على الجناة – يثير "شكوكا جدّية حول نزاهة التحقيق واحتمال التستر على المتورطين الحقيقيين".
ونقل البيان عن المحامي قطيش قوله إن “المتهم الرئيس بقتل الطبيبة هو جندي في شرطة النجدة يُدعى محمد جبران سويد القيسي، وله سوابق في التقطع والحرابة”، مؤكدا أن القضية تكشف فشل الأجهزة الأمنية والقضائية في مناطق سيطرة الجماعة.
وأكدت منظمة سام أن الحادثة تعكس "حالة التسيّب الأمني والإفلات من العقاب السائدة في صنعاء"، محملة سلطات الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حماية المدنيين، ولا سيما النساء العاملات في القطاع الطبي، اللواتي يواجهن مخاطر متزايدة في ظل غياب القانون وانتشار السلاح والمليشيات.
وحذّرت المنظمة من محاولات التقليل من خطورة الجريمة أو تبريرها عبر بيانات مبهمة، معتبرة ذلك "تواطؤًا صريحًا مع الجناة واعتداءً على حق الضحية وأسرتها في الحقيقة والعدالة".
وطالبت المنظمة بفتح تحقيق عاجل ومحايد في القضية، ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم أي عناصر أمنية يثبت تورطها أو تغاضيها عن الجريمة، مع التأكيد على ضرورة وقف تدخل الأجهزة الأمنية الحوثية في عمل القضاء، وتوفير الحماية للنساء العاملات في المجالات المدنية والطبية والإعلامية.
كما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان وفريق الخبراء الأمميين إلى إدراج الجريمة ضمن تقاريرهم الدورية عن اليمن، مشيرة إلى أنها تتابع القضية ميدانيًا ضمن مشروع “سبارك” الهادف إلى دعم السلام في اليمن عبر المساءلة والمصالحة.
تابع المجهر نت على X
            
 
 
 
 
 
 