انتقدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تقرير صحيفة "التليغراف" البريطانية حول مزاعم خروج جماعة الحوثي عن سيطرة إيران، مؤكدةً أن التقرير ينطوي على ”مغالطات وتضليل‟ ويجافي الحقائق، ويأتي ضمن خطة إيرانية لإعادة التموضع إعلاميًا.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، حيث عبّر عن استغرابه من اعتماد الصحيفة على تصريحات منسوبة لمسؤولين إيرانيين دون التحقق من صحتها.
وأوضح الإرياني في تدوينة عبر منصة "إكس" أن ذلك يؤدي إلى تسويق رواية مضللة تسعى طهران من خلالها لتلميع صورتها، وتخفيف الضغوط الدولية، والتنصل من مسؤوليتها عن دعم جماعات تهدد أمن المنطقة والملاحة الدولية.
وأشار إلى أن الوقائع الميدانية تنسف الادعاءات الواردة في التقرير، مؤكدًا تصاعد عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات الإيرانية إلى الحوثيين خلال الأشهر الماضية، وضبط شحنات تضم صواريخ ومسيّرات وأنظمة اتصالات متطورة، وهو ما يؤكد استمرار الدعم الإيراني المباشر.
وقال الإرياني إن الدفع بخبراء من الحرس الثوري الإيراني، بينهم المدرج على قوائم الإرهاب عبد الرضا شهلائي، إلى مناطق سيطرة الحوثيين، يبرهن على أن العلاقة انتقلت إلى مستوى الإدارة المباشرة، وليست في مسار الانفصال أو التباعد كما حاول التقرير الإيحاء.
وأضاف أن الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تتم بأسلحة إيرانية وتحت إشراف خبراء من الحرس الثوري وحزب الله، ما يثبت أن قرار استهداف السفن ليس قراراً محلياً، بل جزء من غرفة عمليات تقودها إيران بشكل مباشر.
واعتبر الوزير اليمني أن التقرير تجاهل البعد العقائدي والتنظيمي الذي يحكم علاقة الجماعة بطهران، كونها تخضع تبعيًا لولاية الفقيه ولا تمتلك مشروعًا وطنيًا مستقلاً، كما أن شبكات الاقتصاد الموازي التي تديرها الجماعة امتداد مباشر للشبكات المالية الإيرانية العابرة للحدود.
واختتم الإرياني بالقول إن جماعة الحوثي ما تزال ذراعًا رئيسية لإيران في المنطقة وتنفذ استراتيجيتها بدقة، مجدِدًا التأكيد على أن استمرار تدفق الأسلحة والخبراء إليها يثبت أن حديث "الخروج عن السيطرة" لا يستند إلى أي حقائق، وأن طهران تستخدم الحوثيين كأداة لابتزاز المنطقة وتهديد الملاحة الدولية.
تابع المجهر نت على X
