الأربعاء 18/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

انطلاق أعمال مؤتمر دولي في واشنطن حول اليمن.. ماذا تضمّن؟

انطلاق أعمال مؤتمر دولي في واشنطن حول اليمن.. ماذا تضمّن؟

المجهر - متابعات

انطلقت، الاثنين، أعمال مؤتمر دولي حول اليمن في العاصمة الأمريكية واشنطن، بمشاركة نخبة من السياسيين اليمنيين والباحثين والمسؤولين الغربيين، وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، ومديرة منظمة (DAWN)، سارة ليي وايتسون، وعميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون، جويل هيلمان. 

وركز المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان ومركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن "داون"، على بحث حالة الحرب الحالية في اليمن وسبل إنهائها، وصولا إلى تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، وكذلك تحقيق العدالة الانتقالية، وإعادة بناء اليمن بعد إنهاء الصراع.  

وتضمن المؤتمر أربع جلسات نقاش لتقييم مواضيع متفرقة عن الوضع الحالي في اليمن، وعن تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، والعدالة الانتقالية، ودور المجتمع الدولي، وذلك من خلال استضافته 5 متحدثين رئيسيين (نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري، وخالد اليماني وزير الخارجية الاسبق، ووزير النقل اليمني الأسبق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعصام شريم عضو مجلس الشورى اليمني).

وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، إن واشنطن ملتزمة بإيجاد حل للأزمة في اليمن، رغم عدم وضوح تصورات التوصل إلى السلام، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن عام ٢٠٢٣ سيقدم فرصة لإنهاء الصراع بشكل نهائي. 

وأكد المبعوث الأمريكي أن الرئيس الأمريكي، بايدن، مهتم بالتوصل إلى سلام في اليمن، وإنهاء الصراع بعد أكثر من ٨ سنوات من الحرب، التي تسببت في انهيار الاقتصاد اليمني ومزقت المجتمع. 

وأفاد المبعوث الأمريكي بأنهم يعملون مع سلطنة عمان وينخرطون مع السعودية لإنهاء الحرب. 

وذكر المبعوث الأمريكي أن الواقع معقد جدا، رغم انخفاض وتيرة المعارك، خلال عام 2022 انخفضت وتقلص أعداد الضحايا، ولكن هذا لا يكفي، وأمل اليمنيين إيجاد حل دائم للصراع.

وقال المبعوث الامريكي إن مطالبات الحوثيين هي من أدت إلى تفاقم الصراع وفشل جهود الهدنة، وخلال الفترات الأخيرة أدت هجمات الحوثيين على الموانئ تسبب بتفاقم الأزمة.

وأكد المبعوث الأمريكي أن عملية السلام يجب أن تشمل كل المطالبات من قبل اليمنيين حول اختراقات حقوق الإنسان، وهذه العملية تحتاج إلى جهود قوية لاستعادة تأهيل اليمن بدعم من المجتمع الدولي، والتعاون مع بقية الدول في المنطقة من خلال عملية شاملة. 


- كرمان: الأزمة أنتجت مشاكل كارثية

 
في المقابل، طالبت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، العالم بإنقاذ اليمنيين من المعاناة المستمرة منذ 8 سنوات.  

وقالت كرمان إن اليمن يعاني من الانقلاب والحرب، ويعيش الملايين تحت إهانات مليشيا الحوثي وبقية أدوات الاحتلال المعلن على اليمن من قبل التحالف السعودي الإماراتي، بحسب قولها.   
 
وذكرت أن استمرار الأسلوب القائم في الملف التعامل مع اليمن من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة يجعل السلام غير ممكن. 

وأشارت إلى أن جهود المجتمع الدولي تقود إلى أن هناك رغبة واضحة بترك اليمن لمليشيا الحوثي من جانب والتحالف من جانب آخر، والنتيجة أن القوى العظمى والحكومات الغربية قاموا بشكل خفي أو علني بدعم استمرار حرب التحالف ضد اليمن واحتلال اليمن، وهذا غير مقبول.  
 
وتابعت كرمان: "الحرب القبيحة في اليمن يجب أن تتوقف، وإنهاء الجرائم التي تحدث، ونحن هنا اليوم للتعريف بشروط إنهاء هذه الحرب، لكي لا يتمكن من تلاعبوا بالبلاد من مفاجأتنا بالظهور وكأنهم رواد سلام ومتعاونون مع الأيادي الخارجية". 

وشددت على أن الحرب لن تنتهي في اليمن بصفقات بين قادة الحرب والمعادلة بينهم ومشغليهم، ومن المهم أن تنتهي بضمانات لإعادة الجمهورية وسيادتها، ورفض أي اتفاق سلام يؤذي وحدة اليمن. 

وأكدت كرمان أيضاً على أهمية المعرفة المباشرة بالقضايا اليمنية، ووضع الأولوية لحماية المدنيين، واحترام السيادة اليمنية وإنهاء الحرب والعنف وفوضى السلاح، وضمان ان تكون الدولة صاحبة الحق في امتلاكه، واقامة نظام ديمقراطي.  

من ناحيتها، لفتت رئيسية مركز الدراسات العربية، فيدا أديلي، إلى أن اليمن تمر بعد 8  سنوات من الحرب بعملية تدمير كبيرة وقد كلفت ربع مليون شخصاً.  

وبينت بأن الأزمة أنتجت مشاكل كارثية، وهناك الملايين يهددهم الجوع، واخرون تشردوا من منازلهم. 

بدورها أوضحت المديرة التنفيذية لـمنظمة DAWN، سارة ليي وايتسون، أن المؤتمر يمثل فرصة فريدة تتيح لقاء خبراء يمنيين ودوليين من خلفيات متنوعة وخبرات متخصصة، مضيفة أن "جميع المشاركين يتمتعون بمهن مميزة وخبرة واسعة في الشؤون اليمنية، وقد أظهروا تفانيهم الدائم والمستمر من أجل يمن ينعم بالديمقراطية والسلام."

من ناحيته، قال نائب رئيس مجلس النواب، عبد العزيز جباري، إن على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يدركو بأن الصراع مع مليشيا الحوثي ليس صراعا على السلطة وإنما صراعا وجوديا بدوافع عنصرية مع هذه الجماعة.

وأكد جباري أن القبول بالآثار المترتبة على استيلاء الحوثيين على السلطة لا تصنع سلاما، مشيرًا إلى أن عدم مواجهة الأمم المتحدة مشاريع التفتيت والتمزيق، التي تغذيها دول إقليمية، يجعل السلام غير ممكن.

وأكد أيضا أنه لا يمكن الوصول إلى سلام دائم في اليمن في ظل التراخي الدولي بشأن وقف اطلاق النار، داعيًا إلى بدء مفاوضات مع كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية الفاعلة للإصلاح السياسي.

وقال جباري إن الوصول إلى السلام يتطلب من الإدارة الأمريكية الإيفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام، ولا تتوقف جهودها عند الحديث عن الهدنة، مطالبًا بوقف الحرب وإلزام جميع الأطراف بالخضوع إلى السلام والاحتكام إلى الإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع، لافتا إلى أن هناك فرصة نادرة تلوح في الأفق لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن.

وأكد على أن الهدنة الحالية أعطت هدوءا غير مسبوق ينبغي ان يُستثمر لتحقيق سلام دائم في البلاد.

من جانبه قال وزير الخارجية اليمني الأسبق؛ خالد اليمني في  مداخلة له في مؤتمر "نحو سلام وديمقراطية مستدامين في  اليمن"  إن  "السلام في اليمن صعب وسهل في نفس الوقت" 

وأوضح أن "القوى الأجنبية تعمل من أجل مصالحها وليس المصالح اليمنية" مؤكدا الحاجة  إلى حوار يمني شامل.