الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

"شيعة شوارع".. الحوثيون ورقة طهران المؤقتة لتوسيع نفوذها في المنطقة

"شيعة شوارع".. الحوثيون ورقة طهران المؤقتة لتوسيع نفوذها في المنطقة

المجهر- تقرير خاص

تواصل ميليشيا الحوثي المدعومة ايرانيا، تصعيدها العسكري في البلاد، رغم الهدنة الغير معلنة منذ ما يقارب العام برعاية الأمم المتحدة، ورفضها كل الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام .

وعلى الرغم من تحقيقها مكاسب حيوية خلال فترة عملية التفاوض السابقة تحت مبرر الوضع الإنساني، إلا أنها مستمرة في وضع العراقيل، وطرح مزيدا من المطالب الغير مقنعة بغية عدم التوصل لأي تسوية سياسية وسلام دائم ينهي الحرب الدائرة منذ أكثر من ثمان سنوات .

مناورات سياسية تكتيكية تتخذها جماعة الحوثي، تبرهن جليا عدم جديتها لأي عملية سلام، واستمرار سلوكها المليشياوي، وتكريس ثقافة العنف والعبث، وإمعانها بمعاناة اليمنيين .

هذا الأمر يؤكد عدم امتلاك الجماعة لقرار الحرب والسلم في البلد، إذ تعد أداة لتنفيذ أجندة إيران، ومخططها التوسعي، وسياستها التدميرية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة .

عملاء بلا عمالة

وسط هذا التصعيد والتبعية غير المسؤولة، كشفت مؤخرًا وسائل الإعلام الإيراني بأن ميليشيا الحوثي هي أرخص مرتزقة تعمل لصالح إيران في المنطقة العربية، والتي تتوزع في اليمن ولبنان، وسوريا والعراق، مشيرة إلى أن ميليشيا حزب الله تعد الأعلى في سلم المرتبات.

وبحسب تقرير محطة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية التي تبث من لندن، فإن ميليشيا الحوثي تتلقى أقل نسبة رواتب من بين ميليشيا إيران المتواجدة في عدد من دول المنطقة .

إقرأ أيضا: الأمن مقابل السيطرة.. هل ترضخ السعودية لمطالب الحوثيين؟

حيث تفيد بأن الفرد الواحد يتسلم شهريًا مبلغ يصل إلى 100 دولار، فيما تعتبر ميليشيا حزب الله الأعلى رواتب بين القوات التابعة لـ "الحرس الثوري" براتب 1300 دولار شهرياً تصرف من حكومة إيران، متجاوزًا الحد الأقصى لرواتب ميليشيا الحرس الثوري في سوريا والذي يبلغ 250 دولارًا في الشهر.

وذكرت القناة الإيرانية أن جمال الدين آبرومند، مساعد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، استولى على نصيب كبير من رواتب الميليشيا التابعة لإيران في العراق وسوريا واليمن .

كما أوضحت بأن متوسط هذه الرواتب تتراوح بين 500 إلى 1000 دولار في الشهر، لكن آبرومند حصل على جزء من هذه الأموال، مبينة أن فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني لديه ما يزيد عن 200 ألف مقاتل في الشرق الأوسط، ولأسباب أمنية أعلن عن نصف العدد.

ورقة مؤقتة

وتُظهر المعلومات الحصرية التي بثتها "إيران إنترناشيونال" أنه بالإضافة إلى التغيير غير القانوني لأرقام الميزانية التي أقرها البرلمان، يساعد جمال الدين آبرومند وقائد فيلق القدس على إخفاء التفاصيل الحقيقية لوجهة الأموال المرسلة إلى القوات التي تعمل بالوكالة، وحجم رواتب أفرادها.

وطبقًا لما قاله قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، فقد تم تخفيض الراتب الشهري لـ "فاطميون" و "زينبيون" والحوثيين اليمنيين إلى 100 - 200 دولار، لكن قادة فيلق القدس أعلنوا للحكومة أن راتب هذه القوات يتراوح بين 500 و 1000 دولار.

إقرأ أيضا: اليمن: حصاد يناير.. مليشيا الحوثي تفتتح العام بانتهاكات مهولة “تقرير خاص”

يقول عبدالواسع الفاتكي، محلل سياسي لـ "المجهر": "ذات مرة نشرت وسائل إعلام إيرانية تصريحًا لمسؤول إيراني يتحدث فيه عن علاقة إيران بالميليشيا الحوثية واصفًا إياها بأنها شيعة الشوراع؛ هذا المصطلح يعكس نظرة الإيرانيين للحوثيين".

ويضيف الفاتكي: "النظام الإيراني يرى أن شيعة العراق بالنسبة له يأتون في مقدمة الشيعة الأكثر قربًا منه، يليهم شيعة لبنان وسوريا بينما الحوثيون من وجهة نظر ملالي طهران أداة يستخدمونها للإضرار باليمن والجوار، وورقة مساومة بيد طهران تبتز بها المنطقة والمجتمع الدولي في الملف النووي الإيراني وفي تقاسم المصالح والنفوذ في المنطقة

منوها إلى أن فكرة تخلي إيران عن الحوثيين ممكنة ومتواجدة، متى ما شعرت طهران بأنهم قد أصبحوا ورقة غير ذات جدوى أو أنهم قد استهلكوا ولم يعد لهم قيمة في صراع النفوذ مع دول المنطقة" .

تقاسم الفتات

تتبع "المجهر" تفاصيل الأموال والمرتبات الشهرية التي تتسلمها ميليشيا الحوثي، حيث أكدت مصادر موثوقة في صنعاء بأن قيادات في صفوف الحوثي تنهب ما تصرفه طهران لمليشياتها في اليمن، موضحة أن راتب المقاتل الحوثي لا يتجاوز 50 ألف بالعملة القديمة، بما يعادل 80 دولارًا.

وتفيد المعلومات التي حصلنا عليها بأن الحوثي لا يصرف هذه المبالغ لجميع الأفراد والمقاتلين، إنما يقتصر الصرف على الأفراد الأكثر ثقة وصلة بجماعة الحوثيين، إضافة إلى  مقاتلي الصفوف الأمامية في جبهات الحوثي.

ويرى مراقبون بأن غالبية مقاتلي الميليشيا يجري خداعهم بوعود كاذبة، تتمثل بصرف أسلحة ومبالغ مالية، لكن سرعان ما تنكشف السيناريوهات، ويلجأ كثير من الأفراد إلى نهب التجار وفرض مبالغ على السيارات والشاحنات بمبرر عدم صرف رواتبهم منذ ثمانية أعوام .