الأحد 24/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

تجريف للتعليم وتفخيخ للأجيال.. ما خطورة تحريف الحوثيين للمناهج الدراسية؟ "تحقيق خاص"

تجريف للتعليم وتفخيخ للأجيال.. ما خطورة تحريف الحوثيين للمناهج الدراسية؟ "تحقيق خاص"

لم تكتفِ جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا بتفجير مئات المدارس والزج بآلاف الأطفال في محارق الموت لمحاربة اليمنيين والدفاع عن الكهنوت، بل تعمدت ارتكاب أبشع عملية طمس للهوية اليمنية واغتيال للأجيال، من خلال تحريف المناهج الدراسية وتسميمها بخرافاتها الطائفية وأفكارها السلالية.

بحسب مصادر تربوية، فإن جماعة الحوثي أجرت أكثر من 600 تعديلًا على المناهج الدراسية، خصوصًا في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتأريخ، بما يتوافق مع أجندتها الطائفية.

وأضافت المصادر أن الجماعة تعمدت حذف معظم ما له علاقة بالهوية اليمنية والرموز الوطنية، والصحابة رضوان الله عليهم، بطريقة متدرجة، وفرضت بدلًا عن ذلك أفكارها الطائفية وشعاراتها وسير قادتها، وعملت على توظيف بعض الفقرات لصالح مشروعها، سعيًا منها لحوثنة الأجيال وتغيير هوية المجتمع اليمني.

"للأسف، واقعنا التعليمي كارثي بكل مقاييس الكوارث، نجحت جماعة الحوثي في تسميم المناهج الدراسية، وهي تمضي في غسل أدمغة عقول أولادنا الطلاب، وتعبئتهم بثقافة طائفية ومعلومات مغلوطة، لا يشعرون معها بأي انتماء للهوية اليمنية، يدرسون سيَر قادة الكهنوت، التي استبدلتها العصابة الحوثية بسيَر الرموز اليمنية والصحابة الكرام".

بهذه الكلمات المعبرة عن خطورة الوضع، ردّ علينا أحد الآباء في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، عندما تواصلنا به تلفونيًا، وسألناه عن واقع التعليم هناك، في ظل التحريفات التي أحدثتها الجماعة في المناهج الدراسية.

شعارات طائفية

وفق مصادر تربوية وأخرى في نقابة المعلمين، فإن جماعة الحوثي أدخلت شعاراتها الطائفية، وفي مقدمتها الصرخة، مقاطعة البضائع الأمريكية، وشعارات المولد في المناهج التي غيرتها وحرفتها.

ووفق المصادر، فإن الجماعة حذفت وحدات كاملة من بعض الكتب، وأضافت وحدات جديدة تمجد السلالة والطائفية والقيادات الحوثية والإمامية، كما حذفت سيرة الرسول الكريم والصحابة، والأعياد الاسلامية، والمناسبات الوطنية كثورتي سبتمبر وأكتوبر"، وأزالت الرموز اليمنية، وأضافت بدلا عن ذلك، دروسا عن نكبة 21 سبتمبر وقصص الهاددي الرسي، والقيادي الحوثي صالح الصّمّاد، والهالك حسين الحوثي، مؤسس الجماعة، وإضافة صور أطقمها العسكرية وصور الأسلحة التي تستخدمها.

وذكرت المصادر أنها الجماعة الحوثية حذفت قصائد وطنية وأضافت أناشيد جديدة في معظم كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية، من الصف الأول إلى التاسع، ومنها إضافة قصيدة لـ"معاذ الجنيد"، في مادة اللغة العربية للصف السابع، أحد الشعراء الموالين للانقلابيين الحوثيين، وتبع ذلك غضب واسع للنشطاء والإعلاميين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

غسل جماعي لأدمغة النشء

وبحسب تقرير صادر عن منصة صدق، فإن الجماعة الحوثية، أحدثت تغييرات جوهرية وشاملة في مناهج الصفوف الأولية، من الأول إلى السادس، استهدافًا للنشء، فأضافت دروس وحذفت أخرى، وفصلت كتاب القرآن عن الإسلامية في الصفوف الأول والثاني والثالث، وفسرت آيات القرآن والأحاديث النبوية وفق التوجيه العقائدي للجماعة، فضلًا عن إضافة صور وشعارات تكرس التوجه الحوثي، فأضافت شعار وراية المولد في كتب القرآن للصف الأول والثاني والثالث، وصيغة جديدة للتشهد الأوسط، وعلم إسرائيل تحت الأقدام، و صورة تحت عنوان "العدوان الأمريكي على اليمن"، وإضافة أناشيد تدعو للجهاد ومعارك الميدان، وغيرها الكثير من التغييرات والتحريفات.

كما حذفت الجماعة وحدتين من كتاب التربية الاجتماعية للصف الثالث، تحتوي على علي سيرة الرسول وأوائل الصحابة (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وخديجة)، كذلك الأعياد الدينية والوطنية (ذكري ثورة 26 من سبتمبر و 14 من أكتوبر).

وفي كتب الصف الرابع، جرى استبدال أحاديث بأخرى في كتب التربية الإسلامية للصف الرابع والخامس والسادس، وحذف أناشيد (منها نشيد "عزة الإسلامة" في الصف الرابع) وإضافة أخرى (منها نشيد "القدس"، في ذات الصف)، وإحداث تغييرات جوهرية، وكذلك غيرت الجماعة في كتاب اللغة العربية للصف الرابع؛ خصوصا الجزء الثاني، الذي أضافت فيه وحدة بعنوان (شخصيات وأعلام) افتتحت بدرس (سيدة النساء فاطمة الزهراء)، في حين أضافت درست "الإعلام في وطني" في كتاب التربية الاجتماعية، وحرصت الجماعة على ذكر وسائل الإعلام التابعة لها، وتحدثت عما وصفته بـ"العدوان الأمريكي السعودي"، وورد في الكتاب أن ثورة 11 فبراير فشلت، وأن 21 سبتمبر (تاريخ الانقلاب الحوثي) لتصحيح فشل الثورات، بحسب التحريفات الواردة في الكتاب.

عداء لثورات ورموز اليمن

وفي منهج الصف الخامس، بحسب تقرير منصة صدق، غيرت الجماعة في دروس الإسلامية وفي تأريخ اليمن القديم، وذكر أن اليمن تتعرض حاليا لهجمة "أمريكية صهيونية"، وإضافة درس بعنوان "اليمن مقبرة الغزاة"، وإضافة ذكرى الإنقلاب الحوثي إلى قائمة الثورات اليمنية وأنها أتت لتصحيح ثلاث ثورات سابقة (26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 11 فبراير)، كما أضافت الجماعة إلى قائمة الثورات: ثورة الإمام القاسم، وثورة الإمام المنصور وابنه حميد الدين"، وإضافة درس بعنوان "الصمود اليمني".

كما غيرت الجماعة الوحدة الرابعة من (شخصيات يمنية خالدة) إلى (أعلام يمانية)، وتم حذف شخصيات "الإمام الشوكاني - محمد محمود الزبيري" واستبدالها بـ"الإمام القاسم بن محمد - الرئيس الحمدي - الشاعر البردوني".

وبالنظر إلى منهج الصف السادس، فإن الجماعة غيرت في معظمه، فحذفت دروسًا وأضافت أخرى، خصوصا في مادة تاريخ العرب الإسلامي، فوظفت الكثير من دروسه توظيفًا سياسيا وطائفيا، وذكرت عبارات الحصار ومعركة كربلاء، ومظلومية آل البيت، والعلويين في طبرستان، والحديث عن الدولة الزيدية.

وأضافت الجماعة درس عن سيرة ما وصفته بـ الإمام الهادي "يحيى بن الحسين"، وخصصت ست صفحات للحديث عن "صالح الصماد"، وإضافة سيرة "الحسن بن علي الهيل" وهو من شعراء الزيدية.

تغييرات وإضافات طائفية

ووفق التقرير المحدّث والموسع الصادر عن منصة صدق، فإن الجماعة الحوثية غيرت في فهرس كتاب القرآن للصف السابع، وأضافت في موضوعاته، منها مهاجمة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي باعتبارها أخطر ما يستخدمه العدو لطمس الهوية الإيمانية، كما وظفت دروسًا توظيفا تعبويا، وأشارت إلى أن تحالف السعودية والإمارات مع أمريكا وإسرائيل في العدوان على اليمن "هو موالاة لأعداء الله".

وفي مادة التربية الإسلامية للصف السابع، أضافت الجماعة دروسا جديدة، واستبدلت أخرى، في الجزئين من المادة، منها نشيد "هذا الإله ينادي" للشاعر إبراهيم حميد الدين؛ والذي احتوى على كلمات تدعو للتمسك بـآل البيت للنجاة من الزيغ والفساد. وفي مجال الحديث، حذفت الجماعة راوي الحديث من أغلب الأحاديث، والاكتفاء بعبارة (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وســـلم)، وفي مجال الإيمان أضافت الجماعة درس نشيد خاتم الرسل؛ لتكريس موضوع العترة الطاهرة والآل، والاحتفال بالمولد النبوي. كما أضافت الجماعة درس "حديث الإنفاق"، وتوظيفه في التعبئة الجهادية، والانفاق على المجاهدين، وفي الفقه أضافت صيغة جديدة للتشهد في الصلاة، وأكدت على "حي على خير العمل" في الأذان . وفي السيرة شددت الجماعة على الاحتفال بالمولد النبوي، وأضافت درس عمار بن ياسر ووظفته توظيفا تعبويًا طائفيا.

وفي مواد التربية الاجتماعية للصف السابع، أضافت الجماعة صور لأطقم عسكرية تابعة لها، وأشارت إلى صبر مجاهديها في الجبهات، كما أكثرت من الاستدلال بأقوال الصحابي علي بن أبي طالب دون غيره من الصحابة، وأضافت ألفاظ "حصار اليمن، العدوان، وجرحى الحرب".

ووفق تحقيق منصة صدق، فإن الجماعة أحدثت تغييرات واسعة في كتب القرآن والإسلامية والوطنية للصف الثامن، منها، على سبيل المثال، أنها أضافت في مادة القرآن نشاطًا يطلب من الطالب مشاهدة مقطع أو صور لفـرار "قوى العدوان السعودي الأمريكي على اليمن"، وتركهم آلياتهم أمام المسلحين الحوثيين. كما تكرر ذكر ألفاظ أمريكا وإسرائيل. إضافة إلى تغيير دروس التجويد، كما تم تغيير جميع دروس الجزء الأول من كتاب التربية الاسلامية للصـف الثامن، وإضافت أخرى جرى توظيفها توظيفا طائفيا وفي التعبئة الجهادية، وإضافة أحاديث ضعفها العلماء، كالوارد في درس "آداب طالب العلم"، كما أضافت وجهًا آخر لصلاة العيد كما حسب مذهب الجماعة، وإضافة صيغة أخرى لتكبيرات العيد بما يوافق مذهب الجماعة.

شعارات الجماعة وصرعاها في المناهج

وذكرت منصة صدق، أنه جرى تغيير كتاب التربية الوطني للصف الثامـــن تغييرا جذريًا، ابتداء من الغلاف الذي جعلت عليه صورة المدعو "حسن الملصي" القيادي التابع للجماعة الذي قتل في 2016، ولم يبقَ من وحدات المنهج السابق سوى وحدتي (حقوق المواطن ومسؤولياته)، و(البيئة والسلامة العامة)، حيث أحدثت تغييرات طائفية وتعبوية وسياسية.

كما أحدثت الجماعة - وفق منصة صدق- تغييرات كبيرة في كتب القرآن الكريم والتربية الإسلامية والتربية الوطنية للصف التاسع، منها إضافة درس ثامن في القرآن في الصفحة (57-60)؛ مقطع من سورة آل عمران، تحت عنوان "الشهداء"، ووظف توظيفا تعبويا وجهاديا وسياسيًا، وجعل النشاط الذي يليه زيارة إلى روضات الشهداء (قتلى الجماعة)، واختيار شخصية استشهدت في "مواجهـة العدوان السعودي الأمريكي" للحديث عنها.

وغيرت الجماعة في كتاب التربية الوطنية للصف التاسع، مع إضافة شعار الصرخة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وصورة لأحد عناصرها المسلحة، على غلافيه، كما غيرت كثيرا في كتاب الجغرافيا، فتحدثت عما أسمته "دول العدوان"، وأشارت إلى ما تقوم به الإمارات في أرخبيل سقطرى، كما ذكرت أن ما وصفته بقوى "العدوان الأمريكي الصهيوني" نهبت الثروة النفطية للبلاد، وهي ذات العبارات التي توردها الجماعة في وسائل إعلامها.

"اختبارات مركزية"

الأمين العام لنقابة المعلمين في تعز "عبدالرحمن المقطري"، أفاد أن التحريفات والتغييرات الحوثية شملت مختلف المناهج التي تعني بالعلوم الانسانية، والمتمثلة بالقرآن الكريم، التربية الاسلامية، والقرآءة، والتأريخ والتربية الوطنية والتأريخ، وفي مختلف الصفوف الدراسية".

وأضاف المقطري: "هذه الجماعة لم تكتفِ بتحريف المناهج، بل أصدرت تعميمًا في أمانة العاصمة صنعاء بعمل اختبارات مركزية موحدة، من الصف السادس إلى الثامن، في جميع المدارس الحكومية والأهلية، تحت إشراف ما يُسمى بمكتب التربية والتعليم بالأمانة، وما تسمى بوزارة التربية والتعليم".

ولفت إلى أن الحوثيين، فرضوا مشرفين وموجهين على المدارس، ليرفعوا بتقارير عما إذا كان المدرسين يدرسوا تلك المناهج المحرفة والموضوعات التي جرى إضافتها للكتب، أم لا.

وردًا على سؤالنا عن قراءته لمستقبل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في حال استمر هكذا تحريف للمناهج، أكد المقطري أنه "إذا استمر هكذا تجريف للتعليم وتحريف للمناهج، فإن واقع الأجيال سيكون كارثيًا، وسينتج جيلًا غريبًا عن مجتمعه اليمني والعربي والإسلامي"، لافتًا إلى أن المليشيا "تفخخ هذا الجيل لتجعل منه خطرًا وقنابل موقوتة للمستقبل، تضر بأنفسها ومحيطها".

انتهى التعليم

من جانبه، قال الطالب محمد، (من أبناء تعز يسكن مع أسرته في صنعاء)، يدرس في الصف الثاني الثانوي في إحدى مدارس العاصمة، تواصلنا به ليحدثنا عن واقع التعليم في مدرستهم.

وقال محمد (طلب عدم توضيح هويته خوفًا من التعرض لأذى الحوثيين)، إن "التعليم عندنا انتهى، ومعظم الذي ندرسه عبارة عن ثقافة حوثية، وأصبحت مدارسنا أشبه بالمراكز الصيفية التي تقيمها جماعة الحوثي، والكتب أصبحت مثل الملازم الحوثية، عدا الرياضيات والفيزياء والكيمياء، كونها مواد علمية لم يحصل لها تغيير أو إضافة".

وأضاف محمد أن طابور الصباح بات يُختتم بالصرخة الحوثية بدلا عن السلام الوطني، وأن موجهين حوثيين يزورونهم باستمرار ويحدثونهم عن الجهاد، أملا في استقطابهم إلى معسكرات التدريب، قبل الزج بهم في جبهات القتال.

المعلمون يرفضون التعديلات

تعتقد أستاذة تدرس مادة اللغة العربية للصف الثامن في إحدى المدارس بصنعاء أن حوالي 99 بالمئة من المعلمين يرفضون هذه التعديلات الحوثية، ويرون فيها تغييبًا واضحًا للمعرفة والعقل، وما يمكن أن يعود على الأطفال بالفائدة والنفع.

وعن خطورة هذه التعديلات والتحريفات الحوثية، قالت أستاذة اللغة العربية (طلبت عدم ذكر اسمها)، إن هذه المناهج المعدلة تؤثر كثيرًا على أطفالنا. مضيفة: "ابن أخي يُصرّ على أن الإمام يحيى حميد الدين بطلًا، وأنه هو الذي حارب العثمانيين وجعل اليمن مقبرة الغزاة، لأن هذا ورد في كتابهم الوطنية.

ما الهدف من هذه التحريفات..؟

يؤكد مراقبون أن جماعة الحوثيين تعمدت تفخيخ التعليم وتسميم المناهج الدراسية، بهدف تقويض عرى الدولة اليمنية واستهداف الهوية الوطنية، وإنتاج جيل معبأ طائفيًا، يقاتل من أجل مشروع الإمامة، وتحويل المدرسة إلى مصيدة للأطفال، لتعبئتهم للحرب ضد اليمنيين.

كما تهدف الجماعة -وفق المراقبين- لضمان نشر ثقافتها على أوسع نطاق في مناطق سيطرتها، سعيًا منها إلى تثبيت خرافة الولاية في أدمغة الأجيال، على أنها فكرة سياسية ضرورية، إحياءً للإمامة الكهنوتية.

مبرر الجماعة لتغيير المناهج

في مقدمة كل كتاب مدرسي، يزعم يحيى الحوثي، المنتحل صفة وزير للتربية والتعليم ورئيس اللجنة العليا للمناهج، أن التغييرات الحاصلة في المناهج، عبارة عن عملية "تطوير"، وربط المادة بالبيئة التي يعيش فيها الطالب، لتلبي احتياجات الطلاب والطلاب، لكن تربويون يؤكدون أن ما يجري يعتبر تسميم للمناهج الدراسية بأفكار طائفية تخدم المشروع الإيراني، وتهدف لفخيخ عقول الطلاب والنشء.

من يقف وراء تسميم المناهج؟

يتفق مراقبون على وقوف إيران وراء التعديلات الحاصلة في المناهج التعليمية، بغية نشر أفكارها الطائفية وجعل المناهج خادمة لمشروعها التوسعي، لكن مصادر نقابية أشارت إلى أن التعديلات بدأت مع تولي "يحيى الحوثي" لمنصب وزير للتربية والتعليم في مناطق سيطرة الحوثيين، أواخر 2016، والذي سعى لفرض فكر جماعته وبث سمومها عبر المناهج الدراسية.

ولفتت المصادر إلى أن يحيى الحوثي، الأخ الأكبر لعبدالملك، يشغل منصب وزير التربية والتعليم رغم عدم التحاقه قط بالمدارس العامة وحصوله على تعليم ديني فقط.

من جانبهم، أفاد مراقبون أن المدعو قاسم الحمران الملقب ابو كوثر، الذي عين مطلع 2021 نائبا لوزير التربية والتعليم يحيى الحوثي، لعب دورا محوريا في فرض الفكر الطائفي في المدارس والمناهج.

وأضافوا أن الحمران هو المشرف على الوزارة وتحريف المناهج، وهو شديد الولاء لزعيم المتمردين الحوثيين.

معركة وجودية

من جهته، قال الناشط جياز الغالبي: "منذ أن كانت الحوثية ما تزال محشورة في زاوية بصعدة، كان العقلاء يحذرون بأن هذه الجماعة التي تتطاول على الصحابة، لن تتورع عن استهداف الرموز اليمنية وهوية بلادنا، لكن اللا مبالاة والتساهل، بل والتخادم في أحايين كثيرة، كان هو موقف معظم القوى اليمنية، للأسف".

وأضاف الغالبي: "واليوم، جميعنا نرى هذه الجماعة وهي تمضي في تجريف الهوية اليمنية وتطييف المجتمع بخرافاتها، وتفخيخ عقول الأجيال اليمنية، بغية إنتاج أجيال معادية لمحيطها العربي، وصناعة قنابل موقوتة، ليس في وجه اليمنيين فحسب، بل في وجه العرب أجمع، تنفيذًا للأجندة الفارسية التوسعية".

وشدد على ضرورة توحيد الخطاب والجهود اليمنية لخوض هذه المعركة الوجودية، المتمثلة بمواجهة هذا التحريف للمناهج والتفخيخ الحاصل للأجيال، كما يتوجب على الشرعية سرعة الحسم العسكري لإنهاء هذا الخطر الداهم، كما يتوجب على الجهات الرسمية استشعار المسؤولية والضغط على المحيط العربي والمجتمع الدولي للإسراع في إنهاء هذا التجريف الخطير للتعليم في اليمن، والذي ستكون نتائجه، في حال استمراره، كارثية، ليس على اليمن فحسب، بل على محيطه العربي، وأبعد من ذلك.