الإمارات وأمريكا توقّعان اتفاقيات استراتيجية في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والذكاء

الإمارات وأمريكا توقّعان اتفاقيات استراتيجية في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والذكاء

وقعت الإمارات والولايات المتحدة، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أبوظبي، سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية، وُصفت بأنها تعكس تحولًا نوعيًا في مستوى التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. 

وتضمنت الاتفاقيات الموقعة اتفاقية إطار تكنولوجية تتيح للإمارات استيراد ما يصل إلى 500 ألف شريحة متقدمة سنويًا من شركة "نفيديا" الأمريكية، بدءًا من عام 2025. 

وجاء توقيع الاتفاقيات في خطوة اعتُبرت تحولًا في السياسة التصديرية الأمريكية تجاه المنطقة، بعد فرض قيود صارمة على هذا النوع من التكنولوجيا بسبب المخاوف المرتبطة بالصين، حيث شددت الاتفاقية على التزام صارم بعدم نقل التكنولوجيا إلى أطراف ثالثة. 

وشملت التفاهمات تحديث اتفاقيات التعاون الدفاعي وتوسيع الشراكة في مجالات التدريب العسكري ونقل التقنية الدفاعية والاستخبارات الاصطناعية، بما يعزز من قدرات الإمارات الدفاعية في بيئة إقليمية معقدة. 

كما أُعلن عن شراكة استثمارية كبرى بين شركة G42 الإماراتية وشركة مايكروسوفت الأمريكية لتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، تشمل بناء مراكز بيانات ضخمة ومشاريع ذكاء اصطناعي مرتبطة بالحوكمة الرقمية، بعد استثمار مايكروسوفت 1.5 مليار دولار سابقًا في G42. 

وفي قطاع الفضاء، وقع الجانبان مذكرات تفاهم تؤكد استمرار الدعم الأمريكي لمشاركة الإمارات في مشروع "Lunar Gateway" التابع لوكالة ناسا، بما يشمل تطوير الإمارات لوحدة "إقفال الهواء" الخاصة بالطاقم وإطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر بحلول عام 2030.

وجاءت هذه الاتفاقيات عقب محادثات رسمية عقدها ترامب مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان في قصر الوطن، وسط استقبال رسمي رفيع عكس عمق العلاقة بين البلدين.

وقال ترامب في ختام الزيارة: "العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات ليست قوية فحسب، بل ستصبح أقوى من أي وقت مضى"، مشيرًا إلى أن الشراكة تتجاوز الاقتصاد والأمن لتشمل صياغة مستقبل التكنولوجيا العالمية.

وتحمل هذه الزيارة رمزية خاصة، إذ تُعد الأولى لرئيس أمريكي إلى الإمارات منذ زيارة جورج بوش الابن في عام 2008، وتأتي في ظل إعادة واشنطن ترتيب تحالفاتها الإقليمية في الخليج.