المجهر- تقرير خاص
من الواضح أن الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديوهات العالمية على شبكة الإنترنت استجابت للدعوات المطالبة بإغلاق وحظر الحسابات التابعة لوسائل الإعلام والمنصات الحوثية لما لها من تأثير على السلام في اليمن بما تنشره من محتوى يحرض على القتل والعنف.
منتصف الأسبوع الجاري، ذكرت وكالة سبأ التابعة لجماعة الحوثي، أن شركة اليوتيوب أغلقت 18 قناة من قنوات ما يسمى بالإعلام الحربي اليمني، وفي وقت سابق أغلق موقع "فيسبوك" حساب الوكالة الحوثية كما ألغى موقع "تويتر" حساب المركز الإعلامي لجماعة الحوثي.
محتوى موجه
من خلال متابعة بعض القنوات والمنصات الحوثية التي تم اغلاقها، يتضح أن شركة "يوتيوب" استهدفت قنوات متخصصة في المحتوى الذي توجه وكلها تتعلق بالجانب العسكري للحوثيين.
وقام موقع "المجهر" برصد عدد من المنصات الحوثية التي تم اغلاقها والشريحة الاجتماعية التي تستهدفها من خلال استعراض المحتوى الذي تقدمه عبر قنواتها المرتبطة بموقع "تيليجرام".
ومن بين المنصات التي أغلقتها شركة يوتيوب، هناك منصة " شاهد – الإعلام الحربي " وتتضمن مقاطع فيديو قصيرة من مواقع مليشيات الحوثي في جبهات مختلفة، وتجري فيها لقاءات مع قيادات وعناصر تابعة للحوثي من الجبهات، وتهدف هذه المقاطع إلى مخاطبة مجنديها وتعبئتهم للدفع بهم إلى الجبهات.
كما شملت ضربة الإغلاق منصة "وحدة الإنتاج الفني - الإعلام الحربي" وهي متخصصة بعمل مونتاج وكليبات للزوامل والأناشيد التي تُعدها شركات الإنتاج الخاصة بالجماعة، بالإضافة إلى " فرقة أنصار الله الإنشادية " وتتضمن إصدارات من الأناشيد التي تقوم بإنتاجها بهدف التعبئة الجهادية للمليشيات.
قنوات أخرى شملها قرار الإغلاق أيضًا مثل قناة " وثائقيات الإعلام الحربي | M M Y) على اليوتيوب، والتي تقوم بنشر أفلام وثائقية ومسلسلات درامية وكرتونية وكلها تستهدف في محتواها شريحة الأطفال والمراهقين لغسل أدمغتهم، وكذلك تم إغلاق روضة الشهداء (وتتضمن فيديوهات قصيرة لكل قتيل من قتلى الحوثيين تظهر فيها صورهم مع الزوامل وأناشيد).
ترحيب حكومي
يبدو أن إغلاق بعض المنصات الحوثية على "يوتيوب" فتح المجال للتركيز على خطورة المحتوى الذي تنشره حسابات ومنصات حوثية أخرى، إلى جانب محتوى القنوات الفضائية والإذاعات التابعة للجماعة.
وعلى إثر ذلك، جدد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، مطالبته لكافة شركات الأقمار الصناعية وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي بحظر القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية وبقية المنصات والصفحات التابعة لمليشيا الحوثي.
وقال الإرياني في تغريدة له على "تويتر" إن اغلاق عدداً من الصفحات التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية هو تأكيد جديد على الرفض الدولي للمليشيا ومشروعها الارهابي، وان لا مستقبل لها في اليمن.
وأوضح أن "خطاب القنوات والمنصات الحوثية التي تم إغلاقها هو أحد أسلحة الحرب ومحركات العنف طويل الأمد الذي وصل تأثيره الى تهديد دول الاقليم والملاحة الدولية" مشيراً إلى وقفها يُعد من مقدمات السلام الشامل في اليمن.
وأشار إلى أن المحتوى الذي تنشره منصات مليشيات الحوثي لا تختلف عن المنصات التي تديرها الجماعات الإرهابية كـ "داعش، والقاعدة" التي تقوم المنصات العالمية بمكافحة صفحاتها كجزء من الحرب الدولية على الإرهاب.
إرهاب مكتمل
دعا وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، أمس الثلاثاء، للتفاعل مع حملة إلكترونية للترحيب بقرار منصات التواصل الاجتماعي - يوتيوب، فيسبوك، تويتر- إغلاق عدد من الصفحات التابعة للحوثيين على الهشتاج: #اغلاقمنصاتالارهاب_الحوثي #Close_Houthi_Terrorism_Platforms.
وفي إطار الحملة، قال وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب، إن الخطاب العقائدي الذي تبثه وسائل إعلام تابعة للحوثيين أنتج حروباً أهلية أفقدت اليمن فرصة السلام، مؤكداً أن ما تنتجه في منصاتها هو تحريض على العنف والكراهية وبناء ذهنية تقدس القتل والموت.
وأوضح غلاب في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، أن الإعلام الحوثي محترف في استغلال كل ممكن لجعل الإرهاب ثقافة شعب في عملية مركبة لغسل الأدمغة، مشيرا إلى أنه لا فرق بينه وبين مضمون إعلام "القاعدة، وداعش".
وعبر عن استغرابه من تسويق الجماعة لنفسها على أنها ضد الإرهاب، من خلالها التسهيلات التي تتم لها من قبل بعض عواصم الدول، مشيراً إلى أن "أبسط باحث مبتدئ سيجد أن جماعة الحوثي وإعلامها إرهاب مكتمل ضد اليمن والسلام العالمي".
من جانبه، اعتبر وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، أن المحتويات الإعلامية التي تصنعها جماعة الحوثي تؤسس لعمليات قتل وإرهاب ودمار وتعد مصدرًا لكل مجرم في الأرض.
وأضاف المجيدي، أن التنظيمات والجماعات التي تدعمها إيران تشكل بإعلامها " مصادر طليعية في تصدير الإرهاب للعالم وتربية القتلة ومرتكبي جرائم القتل وتخريب البلدان" داعيًا المجتمع الدولي إلى إنقاذ العالم من إرهاب المليشيا.
بدوره قال رئيس المركز اليمني للصحافة الأخلاقية عبدالله إسماعيل، إن جماعة الحوثي الإرهابية تمارس إبادة ثقافية وفكرية من خلال استحواذها على الانترنت والإعلام في جريمة هي الأخطر في اليمن.
وأوضح أن إعلام الحوثي يستغل منصات ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره المتطرفة التي تستهدف الوعي الجمعي وتشيطن الطفولة وتفخخ العقول وتنسف التعليم، مطالباً المجتمع الدولي عدم السماح له في الاستمرار بذلك من خلال وضع القيود على وسائله الالكترونية.
تكريس للعنف والكراهية
في الوقت الذي فيه تكتظ سجون مليشيات الحوثي بمئات الإعلاميين والناشطين على ذمة تهم متعلقة بحرية الرأي، يتحدث نشطاء وقيادات تابعة للجماعة على أن إغلاق هذه المنصات يُعد استهداف لحرية الرأي والتعبير.
واعتبر الناشط الحوثي محمد السوادي على حسابه في تويتر، أن اغلاق شركة "يوتيوب" 18 منصة تابعة للإعلام الحربي للجماعة يُعد خطوة عدائية وإرهاباً فكرياً، مشيراً أن ذلك يكشف زيفَ شعارات حرية الرأي والتعبير التي يرفعها الغرب. حد قوله.
من جهته، هدد الإعلامي في قناة المسيرة الحوثية طالب الحسني، بإمكانية حجب مواقع "يوتيوب وفيسبوك وتويتر" على اليمن بشكل عام، مضيفاً أن ذلك سيفقد هذه الشركات ملايين المشتركين.
ووفقًا للمعايير الخاصة بهذه المواقع والمنصات الإلكترونية، فإن الأسباب التي تؤدي لإغلاق بعض الحساب يرجع إلى نشر محتوى يحرض على القتل والعنف ويدعو إلى الكراهية.
اقرأ أيضا: حصار تعز.. ملف إنساني يستغله الحوثيون لتحقيق مكاسب عسكرية (تقرير خاص)