المجهر- متابعات
قال كاتب بريطاني، إن صمود النضال الشعبي الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة العالمية يشير إلى طريق المستقبل بالنسبة للحركات الساعية للعدالة في كل مكان، من لندن إلى القاهرة وخارجها.
وفي مقال نشرته مجلة «Jacobin» الأمريكية، اعتبر الكاتب إد ماكنالي، أن نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والنضال الأوسع من أجل الديمقراطية في العالم العربي هما نفس الشيء، ولفت الى "أن الديكتاتوريات العسكرية وملوك النفط والمشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين لم تتمكن من البقاء إلا من خلال القمع العنيف لسيادة الشعب في جميع أنحاء المنطقة".
وحسب الكاتب، كثيراً ما يقود الشعب الفلسطيني الطريق، فيولد مساحة للنضال خارج حدود وطنه التاريخي، في أماكن حيث يبدو أن الظروف الملائمة لسياسة جماهيرية قد سحقت. فقبل بضعة أسابيع، كانت مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين في غزة هي التي شهدت عودة الديمقراطيين المصريين إلى ميدان التحرير للمرة الأولى منذ الثورة.
ويؤكد الكاتب، بأن فلسطين ليست بعيدة أبداً عن السياسة "المحلية"، ولكن في السنوات الثماني الماضية، كان وجودها في الحياة السياسية البريطانية موضوعاً للجدل إلى حد كبير. حيث بُذِل قدر هائل من العمل الأيديولوجي في تقديم القضية الشعبية للشعب الفلسطيني باعتبارها هوسًا متطرفًا وهامشيًا.
وقال: "أصرت النخب البريطانية بشكل متزايد على الهستيريا، وكان هناك شيء مستغرب (وبطبيعة الحال، عنصري) حول هوس اليسار المتشدد وزعيمه بهذه الأرض البعيدة".
وعلى طول الطريق، بدأ تصوير قضية الشعب الفلسطيني على أنها نقيضها، أقلية وليست هماً جماعياً، وقضية جزئية وليست شعبية، في الثبات.
وقال الكاتب "لا عجب إذن أن تشعر المؤسسة البريطانية بالذعر على نحو متزايد من أن هذا الفصل الأخير من نضال الشعب الفلسطيني، بكل ما يحمله من رعب في غزة، قد وفر فرصاً غير متوقعة لسياسة شعبية تقض مضاجعهم".
وخلال عطلات نهاية الأسبوع المتعاقبة، خرج مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في لندن وفي جميع أنحاء بريطانيا، في أكبر احتجاجات منذ حرب العراق.
وتتفق استطلاعات الرأي في إظهار أن الطبقة السياسية، التي تتمسك بالخط المتشدد والمحرض على الإبادة الجماعية التي يتبناها السادة في واشنطن، تقف معزولة، وتتحدث باسم حوالي 3 في المائة فقط من السكان الذين يعارضون بشدة وقف إطلاق النار.
بمعنى آخر، تم تحطيم غموض النخبة الذي سعى إلى قلب الواقع وتهميش حركة التضامن مع فلسطين، بفضل وضوح الرأي العام والأعداد في الشوارع. وكما هو الحال في مصر، فإن عالمية فلسطين تؤكد نفسها بلا هوادة، حيث تقف الجماهير إلى جانب الشعب الفلسطيني كجزء من حركة تهدف إلى إنهاء التواطؤ الغربي في تجريدهم من ممتلكاتهم بالعنف.
ويرى الكاتب، أن العمل ضد تواطؤ حكومات الغرب له دور لا غنى عنه في النضال من أجل تحرير فلسطين. هذا هو أهم شيء، ويمثل الهدف الأول للحركة الجماهيرية الناشئة. وفي القاهرة قبل بضعة أسابيع، سرعان ما تحولت الهتافات من فلسطين إلى دعوات إلى "الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية".
ويختم الكاتب مقاله بالقول بأن ذلك لا يشمل المصريين وحسب: بل ينبغي لنا أيضاً أن نكون ممتنين للشعب الفلسطيني. إننا نقف إلى جانبهم، ولكن صمود نضالهم الشعبي من أجل الحرية والكرامة العالمية هو الذي ينير الطريق.
اقرأ أيضا: جماعة الحوثي تهدد باستهداف جميع السفن التي ترفع علم إسرائيل