المجهر- متابعة خاصة
اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أن حملات التشويه "السافرة" التي أطلقتها جماعة الحوثيين للطعن في أعراض اليمنيات المناهضات لمشروعها الانقلابي يعد امتدادا لسجل الجماعة الحافل بالعنف ضد النساء.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، بالتزامن مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة (لون العالم برتقاليا) والتي تستمر 16 يوما بدءًا من 25 نوفمبر/ تشرين ثاني حتى 10 ديسمبر/ كانون أول الجاري.
وقال الإرياني إن حملات التشويه الحوثية ضد النساء، ومحاولة إرهابهن للحد من حرياتهن ومشاركتهن في الحياة العامة، "يكشف الوجه القبيح للمليشيات وتنصلها من كل القيم والعادات والتقاليد اليمنية، وامتداد لسجلها الاسود بحق النساء اليمنيات".
وأضاف وزير الإعلام "أن المرأة اليمنية عانت جحيمًا غير مسبوق منذ انقلاب مليشيا الحوثي، حيث اختطفت الآلاف النساء من منازلهن ومقار اعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش وتم اقتيادهن للمعتقلات والسجون السرية، ولفقت لهن التهم الكيدية، ومورست بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش والاعتداء على خلفية نشاطهن السياسي والإعلامي والحقوقي".
وأشار الإرياني إلى أت هذه الحملة تأتي بعد كشف فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، في تقريره الأخير، بالأدلة استخدام الحوثيين وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير العلني، الذي ينطوي عادة على ادعاءات كاذبة بممارسة البغاء، ضد النساء اليمنيات، المنخرطات في العمل السياسي، أو المدني، أو الحقوقي، وتلقيهن تهديدات شخصية، بالقتل، وتهديدات ضد أفراد أسرهن.
وأوضح وزير الإعلام أن هذه الحملات تأتي بالتزامن مع اصدار جماعة الحوثيين أوامر بإعدام الحقوقية فاطمة صالح العرولي إحدى رائدات العمل النسوي في اليمن، في محاكمة صورية، على خلفية منشور انتقدت فيه تجنيد الأطفال وأوضاع النساء اليمنيات.
ونوه بأن الجماعة سبق وأن أصدرت سبعة أحكام بالإعدام بحق إعلاميات وصحفيات وناشطات، على خلفية نشاطهن الحقوقي ومواقفهن وارائهن السياسية المناهضة لها.
ولفت الإرياني إلى أن الإحصائيات التي وثقتها منظمات حقوقية متخصصة، وثقت احتجاز جماعة الحوثيين (1800) امرأة قسرا في معتقلاتها، بينهن حقوقيات وإعلاميات وصحفيات وناشطات، ولا يزال المئات منهن قابعات خلف القضبان.
كما أوضح أنه تم توزيع تلك المختطفات في السجن المركزي ومعتقلات سرية (فلل، عمارات، شقق)، فيما تم إطلاق المئات بعد الضغط على أهاليهن وأخذ تعهدات منهم بعدم مشاركتهن في احتجاجات او الكتابة في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حد قوله.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الانسان والدفاع عن قضايا المرأة ومناهضة العنف ضد النساء، بإصدار أدانة واضحة لهذه الممارسات "الإجرامية".
ودعا الإرياني إلى "ملاحقة المتورطين في الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي تتعرض لها المرأة اليمنية من قيادات وعناصر مليشيا الحوثي، والعمل على تصنيفها منظمة إرهابية وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية".
اقرأ أيضا: تحالف حقوقي يطالب بوقف كل أشكال التمييز والعنف ضد المرأة في اليمن التشويه