الأحد 24/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

معهد أمريكي: التصعيد العسكري للحوثيين يكشف نواياهم تجاه اليمنيين

معهد أمريكي: التصعيد العسكري للحوثيين يكشف نواياهم تجاه اليمنيين

المجهر- ترجمة خاصة

قال معهد أمريكي إنه مع اقتراب حرب السعودية على الحوثيين باليمن من نهايتها، يريد الحوثيون استغلال الاتفاق السعودي -الإيراني لإيقاف التصعيد مع السعودية والإمارات ولكن ليس بالضرورة مع بقية اليمن كما يكشف تصعيدهم العسكري الأخير في مأرب وجبهات أخرى داخل البلاد.
 
وبحسب تحليل لمعهد الشرق الأوسط الأمريكي «MEI» ترجمه إلى العربية "المجهر": "بالنظر إلى العلاقة الإيرانية الحوثية وجهود الرياض لضمان خروج يحفظ ماء الوجه من اليمن، قد تسعى السعودية إلى حل سريع لمشاكلها لكنه لن يفعل الكثير لمعالجة الجذور الفعلية للصراع في اليمن".
 
وأكدت ترجمة التحليل: "بالرغم من أن الصفقة ليست صفرية وتقدم مكاسب متعددة على المدى القصير لسعودية وإيران والحوثيين، إلا أن مكاسب الحكومة اليمنية -إن وجدت- أقل بكثير وذلك نظرًا لأهداف الأمن القومي للمملكة العربية السعودية، ولا سيما حماية نفسها من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون بفضل إيران".
 
وأوضح المعهد الأمريكي أن التوصل إلى التقارب السعودي -الإيراني الذي توسطت فيه الصين في 10 مارس/ آذار، والذي يهدف إلى تذويب العداء طويل الأمد وإدارة المنافسة بين الخصمين الإقليميين اللدودين، سيكون له تداعيات متعددة الطبقات على اليمن.
 
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فقد كان دور إيران ونفوذها في اليمن، الذي تشترك معها الرياض في حدود طولها 1458 كيلومترًا وساحل البحر الأحمر، غير قابل للتفاوض في السابق ولكن يمكن التعامل معه الآن في إطار التوترات المُدارة.  أما بالنسبة لإيران، فبعد أن حصلت على مكاسب استراتيجية كبيرة من خلال مساعدتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية طويلة المدى للحوثيين، سيكون من غير المرجح أن تتنازل عنها لمجرد أن البلدين اتفقا على خارطة طريق أولية للتطبيع.
 
وفي الواقع، تظل تصورات الرياض وطهران للتهديد وطموحاتهما للهيمنة الإقليمية كما هي إلى حد كبير حيث يستمر دور إيران ونفوذها في اليمن دون رادع بعد ثماني سنوات من التدخل العسكري للتحالف العربي في مارس 2015. وفق التحليل الأمريكي.

وتدعم كل من السعودية وإيران الآن - علنًا على الأقل - هدنة موسعة، إن لم يكن وقفاً لإطلاق النار، في اليمن، تليها محادثات سلام بين الأطراف اليمنية وتشكيل "حكومة وطنية شاملة". لكن وفي حين أن هذه الصيغة قد توفر، على المستوى الأساسي، للسعودية مخرجًا من المرحلة العسكرية للصراع، فإنها ستمكن إيران أيضًا من الحفاظ على موقعها في اليمن وتوفر عددًا من الفرص للحوثيين.
 
ورأى تحليل المعهد الأمريكي، "من حيث المبدأ، وافقت المملكة العربية السعودية، التي شهدت نتائج محدودة منذ ثماني سنوات من التدخل العسكري وتعاني من إجهاد الحرب، وإيران التي تستفيد من نفوذها الإقليمي المتزايد ونفوذها على مدى العقد الماضي، على إدارة خلافاتهما وتقاسم النفوذ الى حد ما".
 
وأضاف: "بالنسبة للحوثيين، فإن محاولة تفكيك الطبقة السعودية -الإيرانية من الصراع قد تعني أنه سيصبح محليًا بشكل متزايد في المستقبل، مما يمكّنهم من التركيز على هزيمة الأطراف المحلية واحدًا تلو الآخر".
 
وتابع بأن هجوم الحوثيين في مارس 2023 على مديرية حريب بمحافظة مأرب والاحتكاك العسكري المتكرر في تعز والضالع بين حكومة الجمهورية اليمنية وقوات الحوثيين يؤكد أن العمليات العسكرية للحوثيين لم تنته بعد، فهم في الواقع على وشك التصعيد.
 
واختتم المعهد الأمريكي بالقول إن التقارب السعودي الإيراني يمكنه معالجة الجزء الإقليمي من الصراع في اليمن بما في ذلك من خلال المحادثات المباشرة وغير المباشرة بين السعودية والحوثيين، لكنه بعيد أن يكون كافياً لضمان جهود بناء سلام مستدامة نظرًا للطبيعة المحلية للصراع ودوافعه أيضًا.
 
ويشير إلى أنه يمكن أن يكون هناك انفراج في شكل هدنة موسعة يتبعها استئناف محتمل للمحادثات بين اليمنيين، لكن يبقى السؤال مفتوحًا ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى سلام دائم، ولكي تكتسب جهود بناء السلام زخمًا حقيقيًا في اليمن، يجب أن تعالج الجذور المحلية للنزاع، بحيث تمثل التطلعات المستقبلية للشعب اليمني، وأن تحظى بدعم إقليمي ودولي.

اقرأ أيضًا: إيران والسعودية توقعان اتفاقًا في بكين.. ما هي أبرز بنود الاتفاق؟