تتصاعد هجمات الحوثيين منذ أشهر على سفن الشحن في البحر الأحمر، بينما تحاول الولايات المتحدة مع عدد من الشركاء الدوليين ضمن حلف "حارس الازدهار" حماية سلامة الملاحة في هذا الممر المائي المهم دوليًا.
وقد عمدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اعتماد خطة مزدوجة توازن بين العقوبات والضربات العسكرية.
وأطلقت اسم "سهم بوسيدون" على العملية الجارية لاستهداف أصول الحوثيين في اليمن، ما يشي بنهج طويل الأمد وأكثر تنظيماً في ما يتعلق بالعمليات الأميركية تجاه هذا الملف، وفق شبكة "سي أن أن"، اليوم الثلاثاء.
ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن العملية تشير إلى نهج أكثر تنظيما وربما طويل المدى لعمليات الولايات المتحدة في اليمن، حيث تضرب الولايات المتحدة البنية التحتية للحوثيين، حيث تعهدت الجماعة المتمردة المدعومة من إيران بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
واعتمدت تلك الخطة أو الاستراتيجية الجديدة على توجيه ضربات عسكرية دقيقة وفعالة لتقويض قدرات الحوثيين الهجومية، وقد بلغ عدد تلك الضربات نحو 9 حتى الآن، وسط توعد أميركي بتنفيذ المزيد إذا استمرت الهجمات الحوثية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الجماعة المدعومة إيرانياً.
وفي السياق، أوضح عدد من الخبراء أن استراتيجية بايدن الجديدة بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين. لكنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو الاحتكاك بشكل مباشر مع إيران الحليف الرئيسي للحوثيين، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".
ويبدو أن هذه الاستراتيجية، التي تعتبر مزيجا من الضربات المحدودة والعقوبات، تهدف إلى منع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، رغم سعي واشنطن لمعاقبة الحوثيين على هجماتهم، وإعادة تصنيفهم على لائحة "التنظيمات الإرهابية العالمية" الأسبوع الماضي.
يشار إلى أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، شنت جماعة الحوثي عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن شحن في هذا الممر الملاحي الحيوي فيما عمدت واشنطن إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.
ونفذ هذا التحالف في 12 و13 يناير الحالي عدة ضربات على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، ثم جددها عدة مرات لاحقاً، كان آخرها أمس الإثنين.