نددت منظمة حقوقية باعتقال القاضي عبدالوهاب قطران المغيب في سجون الحوثيين منذ مطلع يناير الجاري على خلفية انتقاداته على مواقع التواصل الاجتماعي لسياسة الجماعة المدعومة من إيران.
واعتبرت منظمة هيومن ريتس ووتش، اعتقال القاضي قطران أحد الأمثلة الواضحة على نمط أوسع من حملات القمع الحوثية على حقوق الناس في حرية التعبير، وانتهاكاتها ضد النشطاء والمعارضين السياسيين.
وقالت المنظمة الدولية في بيان: "بينما ينشغل الحوثيون بالترويج أمام العالم أنهم يدافعون عن الفلسطينيين في غزة ضد الفظائع الإسرائيلية، يُسكِتون بلا رحمة اليمنيين تحت حكمهم الذين يتجرؤون على انتقادهم".
وأضافت "المطالبة بحقوق الإنسان الأساسية للفلسطينيين تنطبق أيضا على اليمنيين"، مشيرةً إلى أن جماعة الحوثيين اعتقلت القاضي قطران في 2 يناير/كانون الثاني 2024 من منزله في صنعاء، بذريعة أنه كان يصنع الكحول ويشربه، لكن "هيومن ريتس" رجحت بأن الاعتقال يأتي بسبب منشوراته على منصة "إكس" التي تنتقد أفعال الحوثيين في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون منذ سيطرتهم على مفاصل السلطة شمالي البلاد سلسلة واسعة من الاعتقالات التعسفية والمحاكمات التي طالت عشرات النشطاء المناوئين للجماعة التي صنفتها الولايات المتحدة مؤخرا منظمة ارهابية دولية.
ومؤخرا، حكم الحوثيون بالإعدام بتهم التجسس على الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي (35 عاما)، التي أُخفيت قسرا على يد قوات الحوثيين في تعز في 12 أغسطس/آب 2022.، ولم تُمنح العرولي التمثيل القانوني الكافي، ورفضت السلطات مرارا طلبات أفراد عائلتها زيارتها والاتصال بها.
كما قام الحوثيون أيضا باعتقال العشرات من افراد الطائفة البهائية وإخفائهم منهجيا، وأجبروا عددا منهم على الخروج إلى المنفى.
وأفاد تقرير خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن لعام 2023،أنه وثّق العديد من الحالات التي تنطوي على الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب. وأضاف الفريق أن معظم الانتهاكات التي حقق فيها الفريق نُسبت إلى الحوثيين.
كما وثّقت "مواطَنة لحقوق الإنسان"، وهي منظمة مجتمع مدني يمنية، 1,482 حالة احتجاز تعسفي و596 حالة إخفاء قسري على يد سلطات الحوثيين بين 2015 وأبريل/نيسان 2023.
وفي وقت سابق، كشف العضو في برلمان الحوثيين غير المعترف به، أحمد سيف حاشد عن تدهور كبير في صحة القاضي عبدالوهاب قطران المختطف في سجون الجماعة مطلع يناير/ كانون ثاني الجاري.
وقال البرلماني أحمد سيف حاشد في منشور على فيسبوك "أنا ميت.. القاضي عبدالوهاب قطران في مكالمة قصيرة مع نجله استمرت أقل من عشرين ثانية قبل قطعها من قبل جماعة الحوثي".