حذّر تحالف حقوقي، من مساعي جماعة الحوثي الإرهابية، لاستخدام قانون جديد أقرته مؤخرا كسلاح لمضاعفة حالة قمع الحريات والانتقام من معارضي الانقلاب واستهداف حرية الرأي والتعبير والعمل المدني.
جاء ذلك في بيان مشترك لعشر منظمات حقوقية ومؤسسات مجتمع مدني في إطار (تحالف ميثاق العدالة لليمن)، على رأسها منظمة سام للحقوق والحريات وتحالف رصد ورابطة أمهات المختطفين.
وقال التحالف، إن القانون الجديد الذي أقره مجلس النواب الخاضع لسيطرة جماعة الحوثيين، في العاصمة صنعاء، في 14 فبراير 2024، بشأن "تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية"، من شأنه أن يقوّض بشدة حرية التعبير والعمل المدني للمنظمات المدنية والأفراد، بحجة معاداة الجمهورية اليمنية.
وأوضح البيان أن القانون الجديد يأتي بعد أيام من دخول قرار الحكومة الأمريكية تصنيف جماعة الحوثيين "جماعة إرهابية عالمية" حيز التنفيذ، وسط الهجمات العسكرية المتبادلة بين الطرفين. على إثر استهداف الحوثيين السفن التجارية في مضيق باب المندب بحجة منع وصولهم إلى إسرائيل.
وأضاف "يستخدم الحوثيون تصنيفهم الجديد كدليل إضافي على أنهم يتعرضون للهجوم ويجب عليهم الدفاع عن اليمن ضد النفوذ الأجنبي، مستخدمين الصراع مع الولايات المتحدة كغطاء لتنفيذ أجندتهم المتطرفة".
وأكد البيان أن "القانون الجديد هو الخطوة التالية في نمطٍ متزايدٍ من الاضطهاد من قِبل سلطات الحوثيين، بهدف قمع حرية التعبير ومضايقة الخصوم السياسيين والمدنيين".
وأشار التحالف الحقوقي إلى أن القانون الجديد يتيح لجماعة الحوثي تصنيف أيّ دولة أو كيان أو شخص كأعداء للإسلام تحت ذريعة الاساءة للرموز الإسلامية، أو معاداة الجمهورية اليمنية دون أيّ ضوابط أو معايير قانونية واضحة.
وتابع "يمنح القانون الجماعة سلطة واسعة لتفسير القانون واستخدامه كسلاح لاستهداف المعارضة وتقييد حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات، كما يُمكن استخدامه لتبرير مصادرة الأموال والاعتقالات التعسفية، وتطبيق القانون بالطريقة التي تخدم مصالحهم وتحمي سلطتهم".
وسلط التقرير على حالة التضييق التي مارستها جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية على عمل المنظمات الإنسانية والتنموية في المناطق التي تسيطر عليها، واعاقت جهود المنظمات العاملة في هذه المناطق من خلال حواجز مباشرة وإدارية حالت دون تقديم المساعدة والدعم اللازمين للسكان المحتاجين،
وعبّر عن مخاوفه من أن القانون الجديد سيقيد المزيد من المنظمات الإنسانية والتنموية تحت مبررات وذرائع مختلفة، خاصة في ظل دعوات للعاملين من الجنسيتين الأمريكية والبريطانية لمغادرة صنعاء، وهو ماقال إنه "مؤشر خطير على ما يمكن أن يواجه العمل الإغاثي والإنساني في المرحلة المقبلة".
وأكد التحالف على أن حرية الرأي والتعبير والعمل المدني، حق أساسي لكل إنسان، وأن لكل شخص الحق في التعبير عن آرائه دون خوف من الاضطهاد أو الانتقام، وحذر جماعة الحوثي من استخدام هذا القانون لقمع المعارضة والانتقام من الرافضين لمشروعها، سيُؤدي إلى تفاقم الأزمة اليمنية وزيادة حدة الانتهاكات لحقوق الإنسان.
ولفت إلى تزايد المحاكمات الشكلية التي تفتقر لأبسط معايير المحاكمات العادلة، مشيراً إلى أن محاكم جماعة الحوثي أصدرت حتى الآن أكثر من 500 حكم بالإعدام ضد خصوم سياسيين وصحفيين ونشطاء في العمل الإغاثي بتهم كيدية، جاهزة، وهي إعانة "العدوان".
وطالب تحالف ميثاق العدالة لليمن، جماعة الحوثي بإلغاء هذا القانون فوراً، وناشد المجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثي لاحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في اليمنِ. كما أكد على أن اليمن بحاجة إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب ويحقق السلام العادل والمشرف لجميع اليمنيين.