الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

سعد العولقي.. خامس قيادي يمني يتزعم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية

سعد العولقي.. خامس قيادي يمني يتزعم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية

أفادت مصادر مطلعة بأنه قبل ست سنوات، كان سعد بن عاطف العولقي على رادارات أمريكا وبنك أهدافها، ورصدت 6 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن هذا الإرهابي، فمن هو سعد العولقي؟.

وتقول المعلومات إن سعد بن عاطف العولقي، المكنى بـ"أبوالليث"، هو الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، خلفًا لخالد بن عمر باطرفي. وبهذا، يصبح العولقي خامس قيادي يتزعم القاعدة في اليمن، علنًا، وذلك بعد عمله لسنوات كـ"دينامو" للإرهاب وكرجل ثان للتنظيم المتشدد في البلاد.

ولد سعد العولقي في بلدة "الشعبة" بوادي يشبم التابع لمديرية الصعيد في محافظة شبوة (جنوب) وينحدر من قبيلة العوالق الكبيرة وهي ذات القبيلة التي ينحدر منها الأب الروحي للقاعدة أنور العولقي المولود في أمريكا والذي قتل بطائرة أمريكية بلا طيار في عام 2011.

ولم يُعرف تاريخ ميلاده بالتحديد. لكن الخارجية الأمريكية قدّرت ثلاثة تواريخ هي: 1978 و1981 و1983، مشيرة إلى أن طوله يبلغ 168 سم. ووفق ما ذكرته تقارير صحفية نقلًا عن الموقع الإلكتروني لبرنامج مكافآت من أجل العدالة، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، كان العولقي يشغل أمير محافظة شبوة في اليمن، إبان سيطرة التنظيم على أبين في الجنوب.

واستمر فيما تعرف بـ"ولاية شبوة" حتى 2014 عندما تمت ترقيته إلى مجلس الشورى ثم تعيينه في منصب "العمليات" باعتباره أحد أبرز كوادر التنظيم. كما كان عضوا في مجلس شورى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن العولقي دعا علنا إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وبحسب مصدر أمني يمني، فقد نجا العولقي من استهداف جوي لطائرات أمريكية بلا طيار بمسقط رأسه في قرية الشعبة بمديرية الصعيد في شبوة في 3 مارس 2017، قتل خلالها شقيقه.

والعولقي هو يمني الجنسية، وتشير تقارير إعلامية إلى أنه أحد الذين أعادهم زعيم تنظيم القاعدة الذي اغتالته أمريكا عام 2011، أسامة بن لادن، من أفغانستان إلى اليمن.

وفي نوفمبر 2019، رصد "برنامج مكافآت من أجل العدالة"، ستة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العولقي.

ويوم أمس الأحد، أعلن التنظيم الإرهابي مقتل زعيمه خالد باطرفي، دون الكشف عن ملابسات ما حصل. وباطرفي المدرج على القائمة الأمريكية كـ«إرهابي عالمي»، نعاه التنظيم الإرهابي، هو عضو بارز في القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحافظة حضرموت اليمن. بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.

وفي عام 1999 سافر إلى أفغانستان، وتدرب هناك في مخيم الفاروق التابع لمنظمة القاعدة. وفي 2001، قاتل إلى جانب حركة طالبان ضد القوات الأمريكية، قبل أن ينضم في 2010، إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن.

وحسب مراقبين، ظل باطرفي يفتقد الكفاءة والقدرة على توفير الوسائل المالية واللوجستية اللازمة للتنظيم وتعرض خلال زعامته لنكسات وهزائم كبيرة، لاسيما في أبين وشبوة على يد القوات الجنوبية.

وعلى عكس باطرفي يوصف العولقي بأنه "الدينامو" الذي شغل مناصب كثيرة داخل هيكلة التنظيم كان آخرها "العمليات" إلى جانب عمله في مجلس الشورى، وهي أعلى هيئة داخلية حاكمة للقاعدة.

وكان قائد بن سنان الحارثي، الذي قتل في نوفمبر في مأرب 2002 بضربة أمريكية، أول زعيم للقاعدة في شبه جزيرة العرب، قبل أن يقود التنظيم محمد عمير العولقي، المكنى بـ"أبو مصعب" بشكل غير معلن حتى عام 2006 عندما نصّب التنظيم ناصر الوحيشي زعيما ثانيا له. وقُتل الوحيشي بغارة أمريكية عام 2015 في حضرموت، ليخلفه قاسم الريمي والذي قُتل هو الآخر في يناير 2020 بضربة أمريكية في مأرب.

وعن خطورة العولقي، يوصف بأنه الشخصية الأكثر تأثيرا على العناصر الإرهابية مقارنة بباطرفي، وقد ظهر اسمه مع تفريخ التنظيم لما يسمى "أنصار الشريعة" للمرة الأولى عام 2009، بالتزامن مع تنامي نشاط القاعدة داخليا وفي المنطقة.

ووفق مصادر أمنية يمنية، فقد وقف العولقي وراء سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد الدولة اليمنية والمصالح العالمية. كما يُعتبر مهندس استراتيجيّة القاعدة القاضية بخدمة الحوثي عبر شن هجمات يشارك فيها انتحاريون، وتهريب أسلحة لمليشيات الحوثي انطلاقا من سواحل شبوة وأبين.

فيما تتكفل الميليشيا بدعم التنظيم بالأموال والمعلومات الاستخباراتية التي تساعده على الذوبان داخل المجتمع ومن ثم الانبعاث لشن الهجمات في المناطق اليمنية المحررة، وفقا للمصادر نفسها.

وبحسب تقرير أممي صادر عام 2023، فإن تنظيم القاعدة في اليمن حافظ على وجوده أساسا في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والبيضاء وأبين، مع وجود خلايا نائمة في المهرة ووادي حضرموت وعدن ولحج. ولفت إلى أن قوام عناصر القاعدة في اليمن يتراوح ما بين ألف عنصر و2500 إلى 3000 عنصر.

وكانت القاعدة قد زادت من هجماتها في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين مؤخرا، ردا على عملية سهام الشرق" للقوات الجنوبية التي بدأت في أغسطس 2022. وقد كشفت هجمات التنظيم التهديد الذي يشكله التنظيم وطموحاته الهجومية في المحافظات الجنوبية.

ويحصل التنظيم على عائدات من أعمال السطو، بما في ذلك السطو على المصارف وشركات الصرافة، فضلا عن تهريب الأسلحة والبتروكيماويات والعملات المزيفة، فضلا عن الاختطافات طلباً للفدية.