يمكن لشركات الشحن العالمية أن تعظّم من أرباحها على المدى القصير وتستفيد من توترات البحر الأحمر وزيادة تكاليف الشحن واتجاه الشركات لطرق أكثر أماناً، بحسب ما خلص له تقرير لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
وتتسبب الهجمات المستمرة على سفن الشحن والناقلات في مضيق باب المندب في اتجاهها بعيداً عن مسار قناة السويس إلى طرق بديلة حول رأس الرجاء الصالح، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار شحن الحاويات كما زادت المدة الزمنية للرحلة.
وتشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى أن أول شهرين من العام الجاري شهدا انخفاض التجارة المارة في قناة السويس بنسبة 50 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما أدّى إلى تعطيل سلاسل التوريد وتراجع مؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسية عالمياً.
وأضاف الصندوق أن العديد من شركات الشحن حوّلت سفنها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح، ما أدّى إلى زيادة أوقات التسليم بمقدار 10 أيام أو أكثر في المتوسط وأضر بالشركات ذات المخزون المحدود.
وتظهر منصة بورت ووتش التابعة لصندوق النقد الدولي والتي تتتبع السفن أن عدد السفن وناقلات الشحن المارة عبر قناة السويس انخفض بنحو 86 في المئة في 4 مارس آذار الجاري مقارنة بعدد السفن المارة نفسه في أول أكتوبر تشرين الأول الماضي.
ونتيجة لاتجاه السفن إلى ممرات أكثر أماناً بسبب هجمات البحر الأحمر، ارتفعت تكاليف شحن البضائع. وحسب وكالة فيتش، فإن تغير المسار حول إفريقيا أدّى إلى زيادة وقت العبور لحركة الحاويات على الطريق بين آسيا وأوروبا بنحو 50 في المئة، ما أدّى إلى استيعاب القدرة على تغيير المسار في قطاع شحن الحاويات.
وارتفعت أسعار شحن الحاويات، مع ارتفاع مؤشر الحاويات العالمي بنسبة 151 في المئة منذ أوائل أكتوبر تشرين الأول الماضي، وفقاً لفيتش.
وتُظهر بيانات مؤشر الحاويات العالمي أنه في 30 نوفمبر تشرين الثاني الماضي كان متوسط تكاليف الشحن لحاوية يبلغ طولها 40 قدماً نحو 1328 دولاراً، في حين بلغ السعر في مارس آذار الجاري 3287 دولاراً.
وتقول فيتش إن الأسعار على الطرق بين آسيا وأوروبا زادت بنسبة 284 في المئة، وأكثر من المثلين على الممرات الرئيسية الأخرى بين الشرق والغرب.