طالب مركز متخصص بدراسات حقوق الإنسان ومنظمات حقوقية بسرعة إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة في جريمة هدم منازل على رؤوس ساكنيها في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها جماعة الحوثي وكذا أطراف الصراع الأخرى في اليمن.
وشدد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومنظمات الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان، في بيان، على سرعة إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة حول جريمة هدم منازل ومقتل مدنيين، يوم 19 مارس 2024، في حي الحفرة بمدينة رداع، وغيرها من الجرائم، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، التي أدت إلى تفاقم الانتهاكات التي ترتكبها كل أطراف النزاع في اليمن.
وقال البيان إن جريمة رداع "تعكس مدى استخفاف الحوثيين بحياة المدنيين في اليمن، بما في ذلك توظيفهم عمليات الهدم بشكل عقابي بحق المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها".
وأشار البيان إلى أن مركز القاهرة أجرى مقابلات مع شاهد عيان وثلاثة من العاملين في مجال حقوق الإنسان، وطلب جميعهم عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الاستهداف، مضيفا أنه حصل على قائمة بأسماء 9 أشخاص لقوا حتوفهم جراء التفجير، بينهم طفلان و3 نساء، فضلاً عن إصابة 7 أشخاص أخرين.
وأوضح البيان أنه "بحسب شهود العيان ومقاطع الفيديو التي اطلع عليها المركز، تقاعست السلطات عن إجراء أية عمليات إنقاذ، واقتصر الأمر على محاولات سكان المنطقة انتشال الضحايا من تحت الأنقاض"، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي أصدرت بيانا في اليوم التالي قالت فيه إن الحادث كان نتيجة "خطأ ارتكبه بعض رجال الأمن" الذين "استخدموا القوة المفرطة وغير القانونية" دون أوامر من قادتهم أو من وزارة الداخلية، وأن "وزارة الداخلية" شكلت لجنة تحقيق لتقديم الجناة للعدالة.
وعقب بيان المركز ومنظمات الائتلاف بالقول إن "حوادث القتل والدمار التي حدثت في وقت سابق، حظي جميع مرتكبيها بإفلات تام من العقاب".
وأضاف البيان أن "هذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها ضحايا مدنيين نتيجة هجمات الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم؛ فوفقا لتقرير صادر عن (منظمة) مواطنة لحقوق الإنسان، ارتكب الحوثيون 53 هجوما خلال العام 2021 فقط، في الحديدة وتعز ومأرب والبيضاء والضالع ولحج وعدن"موضحا أن "هذه الهجمات أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وحتى الآن، لم يُحاسب أحد على هذه الهجمات".
وكان مجموعة من المسلحين الحوثيين قد أقدموا، في 19 مارس 2024، على محاصرة منزل سكني في حي الحفرة بمدينة رداع في محافظة البيضاء مستخدمين إحدى آلياتهم المدرعة، قبل أن يقتحموا المنزل ويجبروا سكانه على مغادرته، ليزرعوا في أنحائه كمية من المفتجرات، غير مكترثين لمناشدات السكان عدم الإضرار بالمنزل، وتحذيراتهم من تضرر المنازل المجاورة في الحي المكتظ بالمنازل المتلاصقة.
التفجير أسفر عنه انهيار المنزل وعدد من المنازل المجاورة على رؤوس ساكنيها، مخلفا أكثر من 33 قتيلا ومصابا وفق آخر الإحصائيات.
وأوضح البيان المشترك لمركز القاهرة ومنظمات الائتلاف اليمني أن هذه الجريمة في حي الحفرة جاءت على خلفية نزاع عنيف بين قوات الحوثيين وصاحب المنزل المستهدف، إبراهيم الزيلعي، الذي كانت الجماعة المصنفة جماعة إرهابية عالمية، قد ارتكبت انتهاكات عديدة بحقه، وثمة مزاعم أنها تسببت في مقتل شقيقه، لكن لم يتم التحقيق في هذه الادعاءات على النحو الواجب، ولم يُحاسب الجناة.