أكد البنك المركزي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي الإرهابية بصنعاء، اليوم السبت، إصدار عملة معدنية من فئة 100 ريال، معززًا بذلك حالة الانقسام المالي في البلاد التي دشنتها أواخر العام 2019.
وقال "هاشم إسماعيل" محافظ البنك المركزي التابع لجماعة الحوثي بصنعاء، في مؤتمر صحفي، إن إقدام البنك على إصدار العملة المعدنية يأتي ضمن ماسماها "الحلول لمواجهة مشكلة العملة التالفة".
وزعم المسؤول الحوثي أن العملة التي سيبدأ تداولها من يوم غدٍ الأحد، "لن تؤثر على أسعار الصرف كونها بديلا عن التالف".
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي ندرة للعملة الوطنية المتعامل بها في تلك المناطق وتلف المتداول منها، وذلك ضمن تداعيات قرار منع الجماعة تداول العملة الوطنية الصادرة عن البنك المركزي في عدن.
وفي وقت سابق، حذر أكاديمي يمني من اعتزام البنك المركزي في صنعاء، طباعة فئات جديدة من النقود، دون التنسيق مع المركز الرئيسي للبنك في العاصمة المؤقتة عدن، واعتبر أن هذه الخطوة خطأ إستراتيجي.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء، مطهر العباسي "أن طباعة نقود جديدة دون التنسيق والتفاهم مع بنك مركزي عدن يعمق الانقسام السياسي والتشطير الاقتصادي لليمن الموحد لاعتبارات عديده".
وأكد أن "معالجة ندرة السيولة أو استبدال التالف أمر في متناول يد البنك المركزي في صنعاء، وهو أن يصدر تعميمًا لرفع الحظر عن استخدام العملة الجديدة الصادرة عن بنك مركزي عدن، وخاصة فئات 100 و200 ريال لمعالجة مشكلة التالف من هذه الفئات، أو الفئات ذات الطبعة العريضة من فئة 500 و1000 ريال كأولوية عاجلة".
من جهته، قال مصطفى نصر، رئيس مركز الدرات والإعلام الاقتصادي، إن هذه الخطوة المنفردة من قبل جماعة الحوثي تمثل تصعيدًا جديدًا نحو مزيد من الانقسام النقدي وإذكاء الصراع في القطاع المصرفي اليمني.
وأضاف: "في تقديري الشخصي أن هذا الإجراء يمثل جس نبض للاستمرار في إصدار فئات نقدية أخرى من العملة عند الحاجة، وكذلك بناء اقتصاد مستقل بشكل متكامل".
وأشار إلى أن التداعيات السلبية على القطاع المصرفي سوف تعتمد على القرارات التي سيتخذها البنك المركزي اليمني في عدن "التابع للحكومة الشرعية والمعترف به دوليا" والخطوات التي يمكن ان تتخذها المؤسسات المالية الدولية والنظام المالي العالمي.
ولفت إلى أن تأثير إنزال الفئات النقدية من العملة المعدنية "100 ريال" سيعتمد على حجم الكمية النقدية، لو جرى إنزال كميات أعلى ما يعادلها من العملة المهترئة سيبدأ تدحرج سعر الريال نحو الهبوط مقابل الدولار في مناطق سيطرة الحوثي، ايضا سيفتح الشهية لمزيد من الإصدارات لمواجهة النفقات وبالتالي سيعمل على تدهور العملة، ناهيك عن أن تحويل فئة مائة ريال الى نقد معدني سيعني مستقبلا تضخم في الأرقام على حساب القيمة الحقيقة للفئات.
وكان البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، حذر الخميس، من التعامل مع خطط ونوايا فرع البنك في صنعاء الخاضع لجماعة الحوثي لإنزال عملة مزورة، متوعدا المؤسسات التي ستقبل بها بإجراءات صارمة، باعتبار ذلك إجراء غير قانوني.