أعربت "مجموعة السبع"، الجمعة، عن قلقها إزاء الوضع في اليمن، وأدانت بشدة الهجمات البحرية التي تنفذها جماعة الحوثي، داعية إياهم إلى الانخراط بحسن نية في عملية سياسية شاملة باليمن، في الوقت الذي حذرت فيه إيران بالمزيد من العقوبات لاستمرارها في دعمهم بالسلاح.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل السامي للاتحاد الأوروبي"، في ختام قمة مجموعة السبع التي استمرت ثلاثة أيام في جزيرة كابري الإيطالية.
وأفردت المجموعة في بيانها، الذي نشرته الخارجية الأميركية، محورًا خاصًا بالوضع في اليمن. حيث أعرب وزراء خارجة المجموعة فيه عن قلقهم البالغ إزاءه "ولا سيما الظروف الإنسانية للسكان المدنيين اليمنيين".
وشدد البيان على أنه "يجب على الأطراف اليمنية السماح بالوصول الآمن والسريع ودون عوائق إلى جميع المحتاجين، ووقف المتطلبات التي تقيد حرية حركة المرأة وتعيق إيصال المساعدات الإنسانية، وإزالة العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات، ولا سيما إلى الفئات الأكثر ضعفا".
كما شدد أيضا على أنه "يجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي"، مؤكدين دعمهم القوي للأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبيرغ لجهوده لحل النزاع في اليمن.
ورحب البيان، بالتفاهم الذي تم التوصل إليه في ديسمبر 2023 بين المجلس القيادي الرئاسي وبين الحوثيين، والذي تضمن الالتزام بمجموعة من الإجراءات لتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وتحسين الظروف المعيشية في البلاد.
وحث جميع الأطراف المعنية، وخاصة الحوثيين، على "الانخراط بحسن نية في الاستعدادات لعملية سياسية شاملة بالتشاور مع المجتمع المدني وتحت رعاية الأمم المتحدة".
كما دعا إلى المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، والتجاوزات وانتهاكات القانون الإنساني الدولي. وأدن وزراء مجموعة السبع دولة إيران لخرقها القرارات الدولية ودعمها الحوثيين وغيرهم بالسلاح، وتسببها في زيادة التوتر في المنطقة، محذرا إياها بالمزيد من العقوبات والتدابير الرادعة.
وجاء في البيان "إن استمرار إيران في توفير الأسلحة والأعتدة ذات الصلة للحوثيين، في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وإلى الجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية في المنطقة، يؤدي إلى زيادة التوترات بشكل خطير".
ودعا جميع البلدان إلى "منع توريد المكونات، أو العناصر الأخرى، إلى برامج الطائرات بدون طيار، والصواريخ الإيرانية، مطالبا إيران والجماعات التابعة لها بوقف هجماتها".
وتابع: "سنحمل الحكومة الإيرانية المسؤولية عن أفعالها الخبيثة والمزعزعة للاستقرار، ونحن على استعداد لاعتماد المزيد من العقوبات أو اتخاذ تدابير أخرى، الآن وردًا على المزيد من المبادرات المزعزعة للاستقرار".
كما أدان وزراء خارجية مجموعة السبع، الهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن والسفن البحرية التي تحميها.
وقالوا في بيانهم: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء مقتل ثلاثة بحارة أبرياء على متن سفينة True Confidence وغرق السفينة Rubymar، مما خلق خطراً ملاحياً وتهديداً بيئياً خطيراً".
كما دعا الوزراء، الحوثيين إلى "إطلاق سراح سفينة Galaxy Leader وطاقمها فورًا، والتي تم الاستيلاء عليها في 19 نوفمبر 2023".
وجددوا دعمهم للعمليات الدفاعية الدولية للحفاظ على أمن وسلامة الملاحة، قائلين إنه "وتماشيًا مع قرار مجلس الأمن رقم 2722، نكرر دعمنا للدول التي تمارس الحق في الدفاع عن سفنها من الهجمات، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2722. قانون دولي".
كما دعا البيان إلى "استمرار المشاركة الدولية، بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة والدول الساحلية، وكذلك مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية؛ لمنع المزيد من التصعيد مع عواقب محتملة متعددة الأبعاد".
وفي هذا الجانب، أيضا؛ رحب وزراء الخارجية بالجهود المستمرة التي تبذلها العملية البحرية للاتحاد الأوروبي "أسبيدس"، وعملية "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة إلى جانب المملكة المتحدة و10 دول أخرى لحماية هذه الممرات البحرية الحيوية. وأعرب وزراء خارجية المجموعة عن القلق الذي يساورهم "إزاء العوائق التي تعترض عبور إمدادات الطاقة والمواد الخام والسلع الأخرى عبر البحر الأحمر. ومن بين الدول الأكثر تأثراً سلباً بهجمات الحوثيين، دول المنطقة".
كما شدد البيان أيضا على أن "الأمن البحري والحقوق والحريات الملاحية، يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان حرية حركة السلع الأساسية إلى الوجهات والسكان في جميع أنحاء العالم. ويشمل ذلك تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لأكثر من نصف سكان اليمن والسودان وإثيوبيا".
وفي هذا السياق، قالت الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن أشار إلى أنّ هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر تعيق وصول الغذاء والدواء إلى السكان المعرضين للخطر. كما أكّد ونظراؤه في مجموعة السبع التزامهم بالدفاع عن حرية الملاحة.