توقع تقرير أممي حديث أن تتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال الأشهر القليلة المقبلة، نتيجة انخفاض المساعدة الغذائية والآثار اللاحقة لأحداث البحر الأحمر، وضعف العملة المحلية، والانخفاض المحتمل في التحويلات المالية بسبب العقوبات المالية.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في أحدث تقرير لها، إنه "من المتوقع أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي في معظم أنحاء اليمن خلال فترة ما بعد شهر رمضان، ومن المرجح أن يصل إلى ذروته خلال شهري يونيو ويوليو 2024".
وأضاف التقرير أن العديد من العوامل تلعب دوراً أساسيًا في تدهور الأمن الغذائي الأسري، ومنها "انخفاض المساعدة الغذائية العامة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي في مناطق الحوثيين، والآثار اللاحقة لأزمة البحر الأحمر، وضعف العملة المحلية في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا، والعوامل الموسمية، إضافة إلى الانخفاض المحتمل في التحويلات بسبب العقوبات المالية".
وأوضحت المنظمة أن المسح الاستقصائي الذي أجرته في الفترة بين 27 فبراير و10 مارس 2024، وشمل 2,500 أسرة، في 22 محافظة، وبمعدل 110 أسر في كل محافظة، كشف أن انعدام الأمن الغذائي شهد تدهوراً كبيراً خلال الشهر الماضي، حيث وصل الاستهلاك الغذائي غير الكافي لدى معظم الأسر إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار التقرير إلى أن معظم مؤشرات نتائج المسح الخاص بانعدام الأمن الغذائي كانت أسوأ في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، خلال فترة المسح، إلا أن الاستهلاك الغذائي غير الكافي كان أعلى في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دوليا بحوالي 6%، حيث بلغ في الأولى 47.3% فيما كان في الثانية 53.5%.
وأكدت منظمة "الفاو" أن معدلات انتشار انعدام الأمن الغذائي كانت في خمس محافظات ضمن سيطرة الحوثيين أعلى بكثير من المتوسط الوطني في أربعة على الأقل من مؤشرات النتائج الخمسة، وهي على الترتيب: حجة (84.1%)، والحديدة (80.0%)، والبيضاء (75.9%)، والجوف (73.7%)، وريمة (71.5%).
ولفت التقرير إلى أن محافظتي الجوف وحجة لاتزالان تعانيان بشكل مستمر من انعدام الأمن الغذائي، مما يشير إلى وجود مشكلات مزمنة، إضافة إلى أن نسبة كبيرة من سكان المحافظتين كانوا يتلقون المساعدات الغذائية من برنامج الغذاء العالمي قبل توقفها، كما ارتفعت نسبة الاستهلاك غير الكافي من الغذاء بأكثر من 5% على أساس شهري وما فوق متوسط الاثني عشر شهراً في محافظات الضالع والحديدة وحضرموت وإب ولحج وتعز.
ودعت الوكالة الأممية إلى ضرورة التوسيع الفوري والعاجل للمساعدات الغذائية الطارئة ودعم سبل العيش في المناطق والمحافظات الأكثر احتياجاً.