أجرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ، مع الجانب البريطاني مباحثات حول التعاون العسكري والاقتصادي، في حين أعلنت الأخيرة عن زيادة كبيرة في تمويل المساعدات لليمن.
وأفادت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، أن رئيس مجلس الوزراء أحمد بن مبارك، عقد، أمس الأربعاء، مباحثات مع وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، ووزير الخارجية والكومنولث والتنمية ديفيد كاميرون.
وبحث بن مبارك مع وزير الدفاع "التطورات في البحر الأحمر على ضوء تهديد مليشيا الحوثي للملاحة الدولية، وفرص تحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن".
كما تناول اللقاء "التطورات في اليمن والمنطقة، ومجالات الدعم والتعاون الثنائي في مجال الدفاع بين اليمن وبريطانيا".
وأكد رئيس الحكومة "وقوف اليمن إلى جانب قضية فلسطين العادلة ورفضها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومطالبتها بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان".
من جهته، أكد وزير الدفاع البريطاني "العمل على تعزيز التعاون مع اليمن في مجال الدفاع ودعم بلاده لإحلال السلام في اليمن".
كما عقد بن مبارك مع وزير الخارجية والكومنولث ديفيد كاميرون، جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها العلاقات الثنائية والتطورات في الشأن السياسي والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض الجانبان "مجالات الدعم البريطاني المقدم لليمن في الجانب الإنساني والتنموي، وأهمية الانتقال إلى إقامة شراكات اقتصادية ثنائية والاستفادة المتبادلة من القطاعات الاقتصادية الواعدة في اليمن للنهوض بالمستوى الاقتصادي والتنموي وبما ينعكس إيجابا على القطاع الخدمي".
كما ناقشا الحرب الاقتصادية التي تنتهجها جماعة الحوثي الإرهابية وآثارها وانعكاساتها على الاقتصاد والقطاعات الحيوية، كما تناول الاجتماع الجهود المبذولة لاستئناف العملية السياسية والتطورات في هذا الشأن".
وفي اللقاء، أكد وزير الخارجية البريطاني، على متانة العلاقات اليمنية-البريطانية ووقوف بلاده إلى جانب أمن ووحدة واستقرار اليمن واستمرارها في بذل المساعي الرامية للوصول إلى تسوية سلمية للصراع في اليمن.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية (FCDO)، في بيان صحفي، إن الوزير ديفيد كاميرون، أعلن عن رصد مبلغ 139 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 149.7 مليون دولار)، لتعزيز تمويل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن خلال العام الجاري 2024.
وأضاف البيان أن كاميرون أعلن عن هذه الزيادة الكبيرة في تمويل المساعدات لليمن، خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً؛ أحمد بن مبارك، الذي يتواجد حالياً في لندن لإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين ومنظمات التنمية البريطانية.
وأوضح أن هذا التمويل سيتم توزيعه على الشركاء مثل برنامج الغذاء العالمي و"اليونيسف" ومنظمات أخرى، لتمكينهم من تقديم خدمات حيوية منقذة للأرواح للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في البلاد التي تعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
وأشار البيان إلى أنه، وبموجب التمويل، سيتم توفير الغذاء لما يصل إلى 864 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى دعم 500 مركز للرعاية الصحية بالأدوية واللقاحات والمكملات الغذائية التي تحتاج إليها لعلاج 700 ألف طفل ممن يعانون سوء التغذية الحاد.
وذكرت الخارجية البريطانية أنها "تعتزم رفع حجم مساعداتها الإنسانية لليمن بنسبة 58% للسنة المالية 2024-2025 "لدعم من هم في أشدّ حاجة إليها؛ بما في ذلك النساء والفتيات، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى المساعدة الإنسانية، بينما يعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من التقزم بسبب سنوات من سوء التغذية".
وأكد وزير الخارجية البريطاني التزام بلاده بتكثيف جهودها لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن عبر تقديم المساعدات التي "نرمن إيماناً راسخاً بمفعولها، لكننا نحتاج أيضاً من المجتمع الدولي أن يفعل نفس الشيء لإحداث فرق حقيقي".
ووفق البيان، فقد عبر رئيس الحكومة اليمنية عن تقديره لزيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها بريطانيا لليمن، و"نتطلع مستقبلاً إلى توسيع العلاقات الثنائية والاستثمارات المتبادلة وتمتين التعاون الاقتصادي بين البلدين".