واصلت جماعة الحوثي الإرهابية، انتهاكاتها بحق الأقليات الدينية المناوئة لها، حيث شنت الجماعة المدعومة من إيران حملة اختطافات طالت العشرات من أتباع الجماعة الأحمدية في اليمن.
وقالت مصادر حقوقية، إن حملة أمنية للجماعة خلال شهري يناير وفبراير الماضي، اختطفت أكثر من أربعين من أتباع الجماعة الأحمدية، بينهم نساء، بشكل تعسفي، وزجت بهم في سجونها. مشيرة إلى وفاة أحد المختطفين متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له في سجون الجماعة بعد يومين على إطلاق سراحه.
وأضافت المصادر أن الجماعة أجبرت معظم الأحمديين المختطفين على توقيع تعهدات بالتخلي عن معتقداتهم تحت الضغط والتعذيب والتهديد، قبل أن تفرج عنهم، سوى أربعة رفضوا توقيع تلك الالتزامات وما زالوا رهن الاحتجاز حتى الآن، بحسب موقع المصدر أونلاين.
ووفقًا للمصادر، فإن من بين المحتجزين حاليًا مسنة في الستينات من عمرها، وضعت في زنزانة انفرادية، وهي في حالة صحية سيئة.
وأكد زعيم الأحمديين حاليًا ميرزا مسرور أحمد، وجود"أسرى"من جماعته في اليمن، وذلك خلال خطبتين له يومي الجمعة ٨ و٢٩ مارس الماضي، وفي إحداها قال إنه توجد بين الأسرى، "سيدة قد سجنوها وألقوها في ظروف قاسية، في زنزانة ضيقةٍ منفصلةً عن باقي الأسارى الأحمديين".
ودعا "مسرور" الخليفة الخامس للجماعة، أنصاره إلى الدعاء للأسرى، وقال: "نسأل الله تعالى أن يهيئ من عنده الأسباب لإطلاق سراحهم جميعًا عاجلاً، وأن يزيل ما في قلوب الحكام هناك من سوء الظن تجاه جماعتنا".
وقالت المصادر إن من أبرز المختطفين الطبيب منصور الشبوطي، استشاري الجراحة العامة في مستشفى الدكتور عبدالقادر المتوكل بصنعاء، والذي اختطفته الجماعة في الـ12 من شهر يناير، وأطلقته بعد أسبوعين، ليتوفى بعد ذلك بيوم واحد، في الـ26 من الشهر، متأثراً بالتعذيب الشديد الذي تعرض له في سجون الجماعة.
وكانت مصادر حكومية ومحلية وحقوقية يمنية قد أكدت وفاة الشبوطي أواخر يناير الماضي إثر التعذيب في سجون الحوثيين، وأدانت الحكومة المعترف بها على لسان وزير الإعلام "جريمة التصفية الشنيعة"، ونددت رابطةأمهات المختطفين"حقوقية غير حكومية" في بيان، باختطاف الدكتور "بعد محاصرة المنطقة التي يسكن فيها (في صنعاء) ثم اقتحام منزله واقتياده إلى جهة مجهولة".
والأحمدية "القاديانية كما يسميها المسلمون" جماعة تفرعت عن الإسلام، أسسها ميرزا غلام أحمد، في قاديان بإقليم البنجاب في الهند البريطانية، (حاليا يتبع باكستان)، في القرن التاسع عشر (١٨٨٩م). وتقول جماعته إنه "المهدي المنتظر" و"المسيح المخلّص"، وإن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بشر بمجيئه.
وكان مقر الجماعة في باكستان، قبل أن تتعرض الحكومة الباكستانية لضغوط شعبية بعد الاستقلال عن الهند وتصنفها كجماعة محلية غير إسلامية، وينتقل مقرها إلى لندن، كما لها مقار ومراكز في ألمانيا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة والبرازيل وروسيا والعديد من الدول الغربية، وتنتشر بشكل ضئيل في المنطقة العربية.
ويقدر عدد الأحمديين في اليمن بالعشرات، وقال أحد المصادر الذين تحدثوا لـ"المصدر أونلاين" إنهم نحو 100 شخص، فيما قالت تقارير صحفية سابقاً إنهم يبلغون نحو 300، وإن أول ظهور لهم في اليمن كان مطلع القرن العشرين، في عدن إبان الاحتلال البريطاني.
ولم يعلن الحوثيون حتى الآن عن أسباب الحملة ضد الأحمديين، غير أن للجماعة تاريخ طويل من القمع المتعمد والمنظم، وانتهاكات حقوق الإنسان بحق المخالفين لها، لاسيما أبناء الأقليات الدينية بمناطق سيطرتها، وغالباً ما تشيع في وسط أتباعها أن هؤلاء المخالفين مدفوعون من دول معادية ضمن خطة لضرب الإسلام، وإنهم يتخابرون مع هذه الدول.
وخلال السنوات الماضية، استهدفت الجماعة العشرات من أبناء الطائفة البهائية، وهجرت عدداً منهم من البلاد بعد أشهر من الاختطاف وأصدرت أحكاماً بنفيهم ومصادرة ممتلكاتهم، فيما لا يزال عدد منهم محتجزون حتى الآن.
وترفض الجماعة الإفراج عن البهائيين، رغم الدعوات والمناشدات المحلية والدولية الواسعة من قبل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والبرلمان الأوروبي وغيرها، المطالبة بإطلاق سراحهم، فيما تقول مصادر حقوقية إن الجماعة تهدف من وراء استهداف البهائيين وترحيلهم خارج البلاد الى نهب أموالهم، سيما ومعظمهم يعملون في التجارة وهم ميسورو الحال.