تراجعت روسيا "في اللحظة الأخيرة" عن إرسال شحنة من الصواريخ ومعدات عسكرية، إلى جماعة الحوثي المدعومة من إيران، في اليمن، أواخر يوليو الماضي، بعد "موجة من الجهود وراء الكواليس" بذلتها كل من الولايات المتحدة والسعودية، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة على الأمر.
وأكدت مصادر الوكالة الأمريكية، أن روسيا كانت تستعد لتسليم صواريخ ومعدات عسكرية أخرى للمتمردين الحوثيين في اليمن أواخر الشهر الماضي، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وسط موجة من الجهود خلف الكواليس من جانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لوقفها.
وقالت المصادر، إن السعوديين الذين خاضوا حربًا مع الحوثيين لسنوات قبل أن تساعد الولايات المتحدة في التفاوض على هدنة هشة في عام 2022، حذروا روسيا من تسليح أحد أكبر خصومهم بعد أن علموا بالخطط.
وشاركت الولايات المتحدة، في عدة جهود دبلوماسية لمنع الروس من تسليح المتمردين المدعومين من إيران، طلبت بشكل منفصل من السعوديين المساعدة في إقناع موسكو بعدم مواصلة هذا الجهد. وفق المصادر.
وبحسب الوكالة الأمريكية فإنه لم يتم الإبلاغ من قبل عن المناقشات الأمريكية السعودية ونقل الأسلحة الوشيك. ورفضت السفارة السعودية في الولايات المتحدة التعليق ولم يرد الكرملين على طلب التعليق.
وصنفت الولايات المتحدة الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية في يناير، بعد أشهر من هجمات الحوثيين الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر والتي أسفرت عن مقتل العديد من البحارة وعرقلة التجارة العالمية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من عدة جولات من العقوبات والهجمات العسكرية الأمريكية على البنية التحتية للأسلحة الحوثية، واصل المتمردون مهاجمة السفن التجارية في الممر المائي الحيوي.
ورفض مسؤول أميركي رفيع المستوى مناقشة تفاصيل خطط روسيا لتسليح الحوثيين. لكن المسؤول قال إن الولايات المتحدة تعتبر أي محاولة من جانب طرف ثالث لتعزيز إمدادات الأسلحة للحوثيين "متناقضة مع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها" عندما يتعلق الأمر بتحقيق تسوية سلمية دائمة في اليمن بين الحوثيين والسعوديين، والمساعدة في استقرار المنطقة.
وأضاف المسؤول، أن انخراط الحوثيين في مثل هذا النوع من صفقات الأسلحة "من شأنه أن يثبت لنا عدم التزامهم" بمحادثات السلام. وتابع قائلًا إن الحوثيين "يبدو أنهم يبتعدون أكثر فأكثر عن الالتزام بالسلام التفاوضي في اليمن".
إلى ذلك، لا يزال من غير الواضح بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الأميركية ما إذا كان رد الفعل السعودي هو المفتاح لتخلي روسيا عن خطتها لتسليح الحوثيين، أو ما إذا كان مجرد أحد العوامل العديدة التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى تغيير رأيه، حسب المصادر.
وقال مسؤولون، إن الروس اعتبروا تسليح الحوثيين وتقديم المشورة لهم وسيلة للرد على إدارة بايدن بسبب قرارها السماح لأوكرانيا بشن هجوم داخل الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة.
فيما تم التراجع عن نقل الأسلحة الوشيك، قامت روسيا بنشر عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين على مدى ثلاثة أيام في أواخر يوليو، حسبما ذكرت المصادر.
وقالت المصادر، إن مسؤولين أميركيين تابعوا قيام سفن روسية كبيرة بتوقف غير معتاد في جنوب البحر الأحمر، حيث نزل الأفراد الروس، ثم التقطهم الحوثيون في قارب ونقلوهم إلى اليمن.
وأوضحت أن الروس كانوا يحملون حقائب معهم، لكن لم يكن هناك شيء يبدو كبيرا بما يكفي لحمل أسلحة أو مكونات أسلحة. ولم يتضح ما إذا كانت السفن الروسية تحمل المعدات التي كانت روسيا تستعد لنقلها إلى الحوثيين قبل أن يتخلى الكرملين عن الخطة.
وأفادت أنه "قبل وأثناء زيارة الروس إلى اليمن، اتخذ الحوثيون خطوة غير عادية بإصدار إشعار للبحارة، ينبه السفن إلى المخاطر المحتملة في البحر"، وقال مسؤول أمريكي، إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن الحوثيين كانوا يعتزمون إجراء مناورات بالذخيرة الحية أثناء استضافة الروس، لكن يبدو أن هذه الخطط ألغيت أيضًا.
وبدأ الحوثيون هجماتهم شبه اليومية على السفن العابرة للبحر الأحمر في نوفمبر 2023، مما دفع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى تنفيذ عدة جولات من الغارات الجوية داخل اليمن لمحاولة القضاء على البنية التحتية لأسلحتهم.