اتهمت الأمم المتحدة جماعة الحوثي الإرهابية بتعريض اللاجئين الأفارقة لشتى صنوف الانتهاكات قبل إجبارهم على الرحيل القسري إلى مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها، مشيرة إلى وفاة وفقد 1860 مهاجراً على طول الطريق من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال العام الحالي.
وفي تقرير عن المستجدات الإنسانية ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أن الحوثيين في صنعاء ومحافظة صعدة، قاموا بترحيل آلاف من المهاجرين الأفارقة نحو مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأكد المكتب أن المهاجرين يتعرضون للاحتجاز وصنوف الانتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل إجبارهم على الرحيل باتجاه مناطق سيطرة الحكومة.
وخلال الفترة الأخيرة، وفق المكتب الأممي، زاد عدد المهاجرين الأفارقة الذين يتم ترحيلهم بالقوة من مناطق سيطرة الحوثيين إلى عدن، وهي المناطق التي يوجد فيها نحو 5 آلاف مهاجر تقطعت بهم السبل.
وأشار التقرير إلى أن عدد المهاجرين الأفارقة العالقين في اليمن زاد مؤخراً، إذ يوجد أكثر من 14 ألف شخص في 3 محافظات تقع تحت سيطرة الحكومة، منهم 5 آلاف في عدن، و4.500 في مأرب، ومثلهم في محافظة شبوة. وقال إن هؤلاء بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وينتظرون رحلات عودة آمنة إلى بلدانهم.
وبحسب تقارير حقوقية، نفذ الحوثيون حملات متتالية لترحيل المهاجرين الأفارقة من مناطق سيطرتهم إلى مناطق سيطرة الحكومة، عقب المحرقة التي شهدها أحد مراكز الاحتجاز، وأدت إلى وفاة العشرات.
من جهتها، تقول مصادر حكومية يمنية إن الحوثيين يخيرون المهاجرين بين الانخراط في صفوفهم للقتال أو ترحيلهم قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة، حيث يتم وضعهم في شاحنات لنقل الحيوانات ويلقى بهم في أطراف المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في أوضاع إنسانية بائسة.
إلى ذلك، دعت المنظمة الدولية للهجرة، الدول إلى توفير مسارات هجرة منتظمة لضمان الهجرة الآمنة، وقالت إنه منذ بداية العام الحالي، سجل مشروع المهاجرين المفقودين 1,860 حالة وفاة واختفاء بين المهاجرين على طول ما يسمى بالطريق الشرقي من شرق أفريقيا والقرن الأفريقي إلى اليمن، بما في ذلك 480 شخصاً بسبب الغرق.
وبينت المنظمة أنها تشجع الدول على اعتماد استراتيجيات إقليمية لتحسين إدارة الهجرة التي تقدم المساعدة للأشخاص، بغض النظر عن وضعهم، كما أنها تنسق مع 48 منظمة إنسانية وتنموية أخرى وحكومات لمواجهة هذه التحديات.
وأعادت المنظمة الأممية التذكير بأن الطريق من شرق القرن الأفريقي إلى اليمن هو أحد أكثر طرق الهجرة المختلطة ازدحاماً وخطورة في العالم، إذ يرتاده مئات الآلاف من المهاجرين، الذين يقوم معظمهم برحلات غير نظامية. وكثيراً ما يعتمد المهاجرون على المهربين في الرحلة، وغالباً ما يتعرضون لخطر متزايد، بما في ذلك الاتجار بالبشر، أثناء رحلة القارب المحفوفة بالمخاطر إلى شواطئ اليمن.
وعلى الرغم من النزاع المستمر في اليمن، لا يزال آلاف المهاجرين، وفق المنظمة، يعبرون الحدود إلى اليمن على أمل الوصول إلى دول الخليج.
وخلال النصف الأول من العام الحالي، لاحظت مصفوفة تتبع النزوح وصول أكثر من 10,300 مهاجر إلى اليمن، وهو انخفاض بنسبة 87 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام، وفق منظمة الهجرة.