أدانت منظمة حقوقية (مقرها جنيف) حصار جماعة الحوثي الإرهابية لقرية حمة صرار في مديرية ولد الربيع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات في بيان، إن جماعة الحوثي تواصل انتهاكاتها الممنهجة ضد أبناء قرية حمه صرار (وهي إحدى منطقة قيفه ال مهدي بمديرية ولد ربيع التابعة لمحافظة البيضاء) منذ الأربعاء الماضي 7 أغسطس، وتفرض حصارًا مسلحًا على القرية من جميع الاتجاهات.
وأوضحت أن الجماعة تستخدم في حصارها للقرية "كافة أنواع الأسلحة بما في ذلك الدبابات والطيران المسير، بعد مقتل أحد أبناء القرية على يد أفراد نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي في مدخل القرية مما تطور إلى اندلاع اشتباكات مسلحة، في واقعة تُضاف إلى سجل الجماعة القمعي والدموي بحق المدنيين في البيضاء والمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرتها".
وأضاف رئيس سام توفيق الحميدي: "لا يوجد أي مبرر يمكن أن تستند إليه جماعة الحوثي في قتلها لمدنيين من أبناء قرية حمة صرار عند نقطة التفتيش، وما أعقب ذلك من قتل لعناصر جماعة الحوثي كردة فعل في منطقة تشهد توترًا مستمرًا بين قاطنيها وجماعة الحوثي، كان آخرها تفجير الجماعة لتسعة منازل في مدينة رداع، في شهر رمضان الماضي.
وأردف: "يجب على جماعة الحوثي وقف الانتهاكات بحق أبناء حمة صرار، ورفع الحصار المفروض والسماح للمواطنين بحركة التنقل دون قيد أو شرط".
وأشارت منظمة سام إلى أن جريمة قرية حمة صرار ليست فردية ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن استراتيجية جماعة الحوثي القمعية، حيث سبق أن مارست الجماعة انتهاكات وجرائم فظيعة بحق المدنيين في البيضاء في محاولة لإخضاعهم وإجبارهم على التسليم بمشروعها الذي يستند الي حقها السياسي في الحكم بموجب ما يسمي "الاصطفاء الإلهي"، وبالتالي فإن معارضة هذا المشروع يعد تمردًا وعداءً لا يغتفر من وجهة نظر الحوثيين.
ودعت المنظمة جماعة الحوثيين إلى رفع حصارها فورًا عن قرية حمة صرار، والتوقف عن سياسة الترهيب والقمع التي تمارسها منذ عشر سنوات بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.
وطالبت سام الهيئات والمنظمات الدولية بالتعاطي الإيجابي بإدانة ممارسات جماعة الحوثي، والتي قد ترقى انتهاكاتها إلى جريمة حرب، كما تطالب المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات رادعة وجدية بما من شأنه إجبار الجماعة على التوقف عن ممارساتها القمعية ضد اليمنيين.
وفي وقت سابق، قال سكان محليون، إن جماعة الحوثي دفعت خلال الساعات الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة قادمة من ذمار وصنعاء، معززة بآليات عسكرية متنوعة منها أسلحة ثقيلة إلى محيط منطقة "حمة صرار".
وأضافوا أن تلك التعزيزات انضمت إلى حملة أمنية وعسكرية تتمركز في محيط المنطقة منذ خمسة أيام؛ حيث تفرض حصارا خانقا على الأهالي، تمنع حركة السكان ودخول جميع المواد الأساسية للقرى السكنية.
وأشار السكان إلى أن سبعة من وجاهات المنطقة سلموا أنفسهم لوساطة محلية ضمن جهود احتواء الموقف، غير أن جماعة الحوثي احتجزتهم كرهائن.
ويوم الأربعاء، أقدمت عناصر حوثية على قتل اثنين من أبناء قرية "حمة صرار" في احدى النقاط الأمنية، الأمر الذي أثار غضب الأهالي الذين اشتبكوا مع عناصر الجماعة وقتلوا أربعة منهم عقب تمترسهم في مأذنة مسجد القرية.