جدد المجلس الانتقالي الجنوبي الشريك في الحكومة المعترف بها رفضه القاطع لما أسماه الأنشطة السياسية للأحزاب غير الجنوبية، كما منعت قواته إقامة فعالية شبابية في العاصمة المؤقتة عدن.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته الهيئة العليا للائتلاف الجنوبي الذي يتبنى مطالب فصل جنوب اليمن، اليوم الخميس، برئاسة علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس ورئيس الجمعية الوطنية.
وخلال الاجتماع، أكد المجلس عدم سماحه بممارسة أي أنشطة سياسية لـ"كيانات معادية" خارج إطار الميثاق الوطني الموقع من قبل المكونات الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي، مايو/أيار 2023.
وفي سياق منفصل، منعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إقامة فعالية شبابية، هي الثانية التي يتم منعها خلال ثلاثة أيام، في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الانتقالي المكلفة بحماية فندق "كورال" في عدن أغلقت القاعة المخصصة لفعالية من تنظيم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للشباب ومنعت المشاركين والضيوف من دخول الفندق.
وأوضحت المصادر أن الفعالية الشبابية التي تقام بدعم من المعهد الديمقراطي الأمريكي (NDI) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لم تكن تحمل أي شعارات أو توجهات سياسية.
من جانبهم، عبر المشاركون في الفعالية الشبابية عن أسفهم الشديد لهذا السلوك المعادي للعمل المدني الذي يمارس في العاصمة المؤقتة عدن، والذي يسيء إلى المدينة والسلطة الشرعية ويجعل منها بيئة غير آمنة للفعاليات والعمل المدني.
وأكدوا أن الفعالية تهدف إلى تعزيز المشاركة الشبابية في الحياة السياسية والمدنية. وقد سبق للمؤتمر أن نظم فعاليات مشابهة في محافظات تعز، حضرموت، ومأرب، مما يدل على أهمية هذه المبادرات في تعزيز الحراك الشبابي.
ودعا المشاركون المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها إلى تحمل مسؤولياتهما في حماية العمل المدني والمؤسسات المدنية المحلية والدولية العاملة في عدن، وكف يد العابثين بأمن واستقرار العاصمة المؤقتة عن هذه الممارسات التي تسيء إليهم وإلى الشرعية وإلى مدينة عدن بشكل عام.
كما طالبوا المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بإدانة هذه الجرائم في حق العمل المدني في عدن ومساءلة مرتكبيها، مستنكرين بشدة قيام قوات المجلس الانتقالي بمحاولات استفزاز الفريق المنفذ للفعالية عبر إطلاق الشتائم نحوهم.
وبدورهم، اعتبر مراقبون أن الحادثة تأتي في ظل تصاعد التوترات بين المجلس الانتقالي والحكومة المعترف بها، مما يهدد بعرقلة جهود السلام في اليمن، مشيرين إلى أن الحادث يعكس أيضا قمع الحريات العامة في عدن، وتضييق الخناق على المجتمع المدني ومنع أي نشاط يعتبره المجلس تهديداً لمصالحه.
وأثارت حادثة منع إقامة الفعالية الشبابية موجة من الاستياء والإدانة على المستوى المحلي والدولي، حيث منظمات حقوقية وسياسية بضرورة الضغط على المجلس الانتقالي لوقف هذه الممارسات، وضمان حرية التعبير والتجمع السلمي في عدن.
يذكر أن قوات تابعة للانتقالي اقتحمت الاثنين الماضي فعالية "منتدى الشباب الفاعلين 3" التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة في العاصمة المؤقتة بمناسبة اليوم العالمي للشباب، ما أدى إلى إفشال الفعالية.