وثق تقرير حقوقي حديث، أصدرته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكاب جماعة الحوثي الإرهابية (7742) انتهاك ضد السكان المدنيين والممتلكات العامة والخاصة بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، خلال الفترة الممتدة من 1 يناير/ كانون ثاني 2015م وحتى 30 يونيو/ حزيران من العام الجاري.
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان "محافظة البيضاء بين القتل والحصار" أن البيضاء تعيش منذ أكثر من تسع سنوات تحت وطأة الحرب والحصار المفروض عليها من الحوثيين، مما تسبب بكارثة إنسانية وأزمات عدة في جميع مجالات الحياة، حيث يعاني نحو نصف مليون مواطن في المحافظة من نقص حاد في الاحتياجات الرئيسية كالمياه والتعليم والكهرباء والتنقل.
وبحسب التقرير، فقد قتلت الجماعة المدعومة من إيران خلال تسع سنوات (842) مدنيا بينهم نساء وأطفال، في أساليب تنوعت بين القنص، وطلق ناري مباشر، والقصف العشوائي، وانفجارات الألغام، والتصفية والجسدية، وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها، والاغتيال، والقتل تحت التعذيب، والدهس بأطقم عسكرية، وطرق أخرى، فيما وصل عدد المصابين إلى نحو (931) معظمهم من النساء والأطفال، قنصا، وتعذيبا، واستهداف بواسطة الألغام، وتفجير للمنازل، وأساليب أخرى.
وسجل تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (2780) حالة اعتقال واختطاف، و(366) حالة إخفاء قسري، و(132) حالة تعذيب نفسي وجسدي، كما وثق (2691) واقعة انتهاك طالت الأعيان المدنية العامة والخاص، وتوزعت بين: القصف المباشر والعشوائي، تفجير المنازل، هدم وإتلاف منشآت خدمية، وتدمير آبار وخزانات مياه، وإتلاف مزارع ، ونهب منشآت عامة وخاصة، وإغلاق مدارس، ونهب مقتنيات خاصة بالمواطنين.
وذكر التقرير أن الحصار الذي فرضته جماعة الحوثيين على بعض المدن والقرى في محافظة البيضاء واستخدام الجماعة للقوة المفرطة واستهداف القرى والعزل بالمقذوفات العشوائية كصواريخ الكاتيوشا والمدفعية وقذائف الهون والطيران المسير أدّى إلى نزوح (80.649) أسرة في 16 مديرية من مديريات المحافظة.
وأشار التقرير إلى أن حصار الجماعة لمحافظة البيضاء تسبب في تدهور الوضع الإنساني والمعاناة الشديدة للسكان، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي والهجمات على المدنيين والاحتجاز والتهجير وتدمير البنية التحتية للمدنية، مؤكدا أن هذه الانتهاكات تكشف مدى قلق الحوثيين وخوفهم من هذه المحافظة.
وطالبت الشبكة اليمنية للحقوق المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام الأممي لليمن سرعة التدخل للوقوف حيال تلك الجرائم وتوقيف الجماعة عن ارتكابها تلك الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في محافظة البيضاء، وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لحماية المدنيين وفقا لوثائق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، داعيةً إلى فتح تحقيق شفاف وعاجل في كل قضايا الانتهاكات لحقوق الانسان ومحاسبة كل المتورطين سياسيا وقانونيا وجنائيا وفقا للمواثيق والاتفاقيات الدولية وقواعد القانون الإنساني الدولي.
