أطلقت الأمم المتحدة، الثلاثاء، نداءً عاجلاً للحصول على تمويل إضافي لمواجهة استمرار تفشي حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن خلال الأشهر المقبلة.
جاء ذلك في تقرير حديث أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بشأن الحالة الصحية في اليمن؛ البلد الذي يشهد حربًا مستمرة للعام العاشر تواليا خلّفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم ودمرت البنية التحتية للقطاع الصحي.
وقال المكتب الأممي إن "هناك حاجة إلى 20 مليون دولار إضافية لزيادة أنشطة إدارة ومراقبة ومنع انتشار الإسهال المائي الحاد/الكوليرا على مستوى اليمن بشكل فعال، خلال الستة الأشهر القادمة".
وأضاف تقرير الأوتشا أن الشركاء الإنسانيين يتوقعون استمرار تفشي الوباء، وهناك تقديرات بتسجيل نحو 244 ألف حالة جديدة خلال الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2024 ومارس/أذار 2025، نتيجة التأثيرات الكارثية التي خلفتها الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها.
ولفت التقرير إلى أن الفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخرا زادت من احتمال انتقال الوباء عبر تلوث إمدادات المياه، خاصة لدى الأسر النازحة داخلياً والفئات السكانية الضعيفة التي تعيش في مناطق لا تتوفر فيها إمكانية الوصول الكافية إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
وأشار المكتب الأممي إلى أن التمويل الإضافي يستهدف زيادة الأنشطة وتوسيع تواجد الشركاء في المناطق المتضررة، ودعم وتوسيع نطاق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ودعم مستدام للبنية الأساسية للصحة والمياه والصرف الصحي لضمان بيئة مواتية، إضافة إلى توفير أدوات علاج الكوليرا والأدوية الأساسية وتحسين التخلص من النفايات الصلبة التي تعد خطوات ضرورية لاحتواء الوباء.
وأوضح تقرير الأوتشا أنه من المقرر أن تُنفذ حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا تستهدف أكثر من 3.8 مليون جرعة في 34 مديرية تابعة لـ6 محافظات في جنوب البلاد، "ومع ذلك، فإن هذه الحملة لن تحمي سوى جزء من السكان في المناطق الأكثر تضرراً والأكثر عرضة للخطر حيث يظل انتقال العدوى مرتفعاً".
يذكر أنه تم رصد ما يزيد عن 186 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالإسهال المائي الحاد/الكوليرا، بينها أكثر من 680 وفاة في عموم البلاد، خلال الفترة من منتصف مارس/آذار وحتى 7 سبتمبر/أيلول 2024، وفق تقارير أممية.