أكد فريق الخبراء المعني باليمن، والتابع لمجلس الأمن الدولي، على أن الحوثيين استغلوا الوضع الإقليمي، في الحرب الإسرائيلية على غزة، لتعزيز مكانتهم في "محور المقاومة"، واكتساب شعبية في المنطقة.
وقال الفريق في تقرير الأخيرة، المرفوع إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، بتاريخ 1 نوفمبر (2024) إلى أن مصطلح "محور المقاومة" يشير إلى مفهوم "العمل الجماعي، ووحدة الساحات" بين أطراف المحور، والذي يحمل دلالة على مشاركة الحوثيين في أي نزاع إقليمي مستقبلي.
وأضاف التقرير أن الحوثيين كانوا طوال الفترة السابقة، "يعملون على تعزيز التعاون مع أعضاء آخرين في محور المقاومة، ويتلقون الدعم من الجماعات المسلحة في العراق ولبنان والجمهورية العربية السورية وغزة".
وأوضح أن الجزاءات المفروضة على الحوثيين ستكون محدودة التأثير طالما لم تُعالج الشبكة التي تقيمها هذه الجماعة مع الجماعات المسلحة الإقليمية.
واستعرض الفريق، ضمن تقريره، نتائج التحقيقات التي أجراها بشأن ارتباطات الحوثيين مع تلك الجماعات المسلحة، في إطار المحور الإيراني، في كل من العراق ولبنان بشكل أكثر تفصيلا من ذي قبل مقارنة بتقاريره السابقة.
وحسب التقرير، فإن التحقيقات التي أجراها الفريق كسفت عن وجود متزايد للحوثين في العراق في السنوات القليلة الماضية. "وقد زادت الحرب في غزة الروابط السياسية والعسكرية بين الحوثيين والجماعات المسلحة العراقية".
وأشار التقرير، إلى ما أكده زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في يونيو 2024، أنهم ينسقون الأنشطة العسكرية مع ما يسمى المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تضم عدة فصائل عراقية (جميعها تابعة، ومدعومة، من إيران).
وفي المقابل أيضا سرد التقرير تصريحات منشورة لبعض تلك الفصائل العراقية، تؤكد فيها تنسيقها مع الحوثيين ووقوفها معهم. وأكد التقرير على تلقي الحوثيين دعمًا ماليًا ضمن حملات منظمة لجمع تبرعات انطلقت من العراق. إلى جانب ارسال خبراء ومقاتلين إلى اليمن منذ العام 2015 للإشراف على التدريبات ونقل التكنولوجيا العسكرية إليهم والقتال إلى جانبهم.
ووفقًا لمصادر سرية لفريق الخبراء، فقد سافر مقاتلون حوثيون إلى العراق بجوازات سفر مزورة، منوها إلى أن هذه الزيارات ازدادت بعد افتتاح مطار صنعاء في أبريل 2022. ونقلت المصادر أن "الغرض الرئيسي من الدورات التدريبية الأخيرة كان تعزيز قدرات الحوثيين على استهداف السفن في البحر الأحمر بدقة".
مما أكدت بحسب التقرير، أنه تم انشاء غرفة عمليات في العراق تضم ممثلين عن عدة جماعات مسلحة، تشمل الحوثيين، وذلك من أجل التنسيق لشن عمليات مشتركة ضد إسرائيل.
ولفت التقرير إلى القيادي الحوثي أحمد الشرفي، المعروف أيضا باسم "أبو إدريس"، باعتباره من يقوم بتنسيق أنشطة الحوثيين في العراق، والاشراف على شراء العتاد العسكري لهم، وترتيب الدورات التدريبية مع الجماعات العراقية المسلحة وتنظيم زياراتهم إلى بغداد.