اعتبرت منظمة سام للحقوق والحريات، الهجوم المُسيّر الذي شنته جماعة الحوثي الإرهابية على سوق شعبي في محافظة تعز، أمس الأحد، وأدى إلى مقتل وإصابة 14 مدنياً، بأنه جزء من هجمات ممنهجة للجماعة ضد المدنيين.
وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، إن جماعة الحوثي استهدفت سوقاً شعبياً مجاوراً لمدرسة أم القرى بمنطقة البومية في مديرية مقبنة غربي تعز، بالطيران المسير، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 8 آخرين، بعضهم في حالة حرجة".
وأضافت في بيان لها أصدرته اليوم الاثنين، أن الحادثة "تسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها الجماعة بحق المدنيين، وهو ما يستدعي تحركاً جدياً من المجتمع الدولي، بما في ذلك وضع آليات فعالة لمراقبة ورصد الانتهاكات، ومحاسبة الأطراف المتورطة".
وذكرت المنظمة أنها اطلعت على مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكد فيه شهود عيان أن طائرة مسيرة قدمت من اتجاه مناطق سيطرة الحوثيين، وألقت قنبلة على المكان المكتظ بالسكان، نافين أي تواجد للنقاط العسكرية في المنطقة المستهدفة.
وأكدت "أن مثل هذه الانتهاكات ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من نمط متواصل من الهجمات التي يشنها الحوثيون، وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا من بين المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء".
وأشارت إلى أن جماعة الحوثي كانت قد استهدفت بطيرانها المسير مدرسة في منطقة الحناية غربي مدينة تعز، بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن وقوع إصابات بين طلاب المدرسة، وفقًا لإفادة ناشطين، وفي 12 سبتمبر الماضي أُصيب الطفل محمد حسين محمد بجاش (10 سنوات) والطفلة أبرار محمد بن محمد بجاش (7 سنوات)، جراء قصف بقذائف هاون شنه الحوثيون على قرية "حاضية" الواقعة في ريف مديرية مقبنة غربي تعز، وفقاً للإعلام الحكومي.
وأعربت منظمة سام عن إدانتها الشديدة لهذه الجريمة، داعيةً جماعة الحوثي إلى التوقف عن سلوكها الوحشي وهجماتها العشوائية التي تؤدي إلى مقتل وإصابة الأبرياء، مشددةً على أن استمرار هذه الانتهاكات يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المدنيين.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى وضع آليات فعالة لمراقبة ورصد الانتهاكات، والتحرك بجدية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، إضافة إلى ممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هذه العمليات الوحشية، محذرةً من أن التصعيد المستمر في النزاع لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من معاناة اليمنيين الذين يعانون بالفعل من أزمات متعددة.