المجهر- خاص
وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، إلى الرياض في أول زيارته له إلى المملكة العربية السعودية منذ استئناف العلاقات بين الدولتين في مارس/آذار الماضي.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إنّ أمير عبد اللهيان وصل إلى مطار الرياض قبل بضع دقائق في زيارة تستمر يومًا، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي، مشيرةً إلى أن الزيارة ستركّز على "العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية".
وتأتي زيارة الدبلوماسي الإيراني للرياض بالتزامن مع وصول وفد عماني إلى مطار صنعاء الدولي، رفقة المتحدث باسم جماعة الحوثيين ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام، في إطار المباحثات مع الجماعة، بشأن بحث سبل تجديد الهدنة والوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
وتقتصر زيارة الوفد العماني حول تقييم المرحلة واستئناف العملية التفاوضية في الملفات الإنسانية فقط، بحسب جماعة الحوثيين.
وتعليقا على تزامن الزيارتين ، أفاد رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض"تأتي في إطار استكمال جدول التقارب بين إيران والسعودية بعد اسئناف العلاقات بينهما".
وقال عبدالسلام محمد في تصريح خاص لـ"المجهر": الملف اليمني هو جزء أساسي من هذا التقارب، وهذه الزيارة تكرس لدفع الأطراف اليمنية بما فيهم جماعة الحوثيين للبدء في مفاوضات حول الملفات الشائكة، وتشمل هذه الملفات صرف الرواتب وغيره".
وأضاف رئيس مركز أبعاد للدراسات بأن الزيارة" ستقلل من تصعيد الحوثيين في المرحلة القادمة، على الرغم من محاولة الجماعة إثبات استقلاليتها عن طهران، وقد تمنحها فرصة لبدء عملية التصعيد".
وأكد بأن "الحوثيين يواصلون ضغطهم على السعودية والشرعية، سعيا لتحقق المزيد من المكاسب الخاصة، ومن المستبعد أن تقدم الجماعة تنازلات تفضي إلى تسوية سياسية"
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران عام 2016 بعد هجوم شنّه متظاهرون إيرانيون على كلّ من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجًا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
لكنّ البلدين اتّفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تمّ التوصّل إليه بوساطة صينية في مارس/آذار الماضي.
وأعقبت المصالحة الإيرانية-السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فقد أعادت المملكة علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.
وفي 6 يونيو/حزيران أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في مراسم تخلّلها رفع العلم، وعيّنت طهران علي رضا عنايتي، سفيرها السابق لدى الكويت، سفيرا جديدا لها لدى الرياض.
وتأتي زيارة أمير عبداللهيان بعدما كانت زيارة الأمير فيصل بن فرحان في يونيو/حزيران الأولى لوزير خارجية سعودي لطهران منذ 2006، حيث عقدا مباحثات تناولت قضايا الأمن والاقتصاد والسياحة والنقل.
والأسبوع الماضي، استأنفت السفارة السعودية في طهران نشاطها، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، لكنّ الرياض لم تؤكد ذلك أو تسمّي سفيرا لدى طهران.
اقرأ أيضا: قيادي حوثي يعلن أهداف زيارة الوفد العماني إلى صنعاء