المجهر- متابعات
بينما تواصل القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي، وفيما وصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر إلى الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، كشف البيت الأبيض بعض جوانب تلك الزيارة.
فقد أعلن مسؤول بالبيت الأبيض، اليوم الاربعاء، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ناقش مع ديرمر التخطيط لما بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بما في ذلك الحكم والأمن في غزة.
وقال المسؤول إن المسؤولين ناقشا أيضا الجهود المبذولة لإعادة الأسرى المتبقين في غزة والانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب، لتحقيق أقصى قدر من التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية، حسب ما نقلت رويترز.
وكان مسؤولان إسرائيليان وآخر أميركي كشفوا سابقا أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصل واشنطن الثلاثاء، لعقد اجتماعات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول خطط إسرائيل لتقليص الحرب والانتقال إلى عملية منخفضة الشدة في القطاع.
كما أوضح مسؤول أميركي كبير أن القضية الرئيسية المطروحة للنقاش بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو هي "كيفية إنهاء الأمور وفي أي إطار زمني". ولفت إلى أنه من المتوقع أن يناقش ديرمر خطط إسرائيل للمرحلة التالية المنخفضة الحدة من الحرب في غزة، والتي يتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن تبدأ بحلول نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، وكيفية إدارة الشؤون المدنية في القطاع خلال المرحلة الانتقالية الطويلة المقبلة.
كذلك أشار إلى أن ديرمر سيناقش أيضاً أفكار وخطط نتنياهو، فيما يتعلق بما يحدث في غزة عندما تنتهي الحرب، بما في ذلك من يحكم القطاع على المدى الطويل.
وكانت إدارة بايدن أفادت علناً في السابق بأنها تريد أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في حكم غزة، إلا أن المسؤول الأميركي كشف أن نتنياهو رفض هذه الفكرة حينها.
لكن في الأسابيع الأخيرة بدأ ديرمر ومسؤولون إسرائيليون آخرون في التحدث إلى نظرائهم الأميركيين حول ما سمّوه "R.P.A" أي السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها.
فيما بيّن المسؤول أن وفداً إسرائيليا برئاسة مسؤول السياسات بوزارة الدفاع درور شالوم زار الأسبوع الماضي واشنطن لإجراء محادثات حول اليوم التالي للحرب واستخدم الاختصار "R.P.A".
يذكر أن نتنياهو جدد يوم الاثنين الماضي رفضه لوقف الحرب على قطاع غزة، وقال إن "الحرب في غزة بعيدة عن النهاية".
كما نفى أمام نواب حزبه (الليكود) ما وصفها بأنها "تكهنات إعلامية خاطئة" بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال، وتعهد بتوسعة العمليات العسكرية، تذرعا بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين.
بدوره جدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس التشديد على أن الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر ستمتد أشهراً طويلة بعد حتى القضاء على حماس، معتبراً أنه "لا توجد حلول سحرية وطرق مختصرة لإنهاء الحرب".
يأتي هذا فيما تضغط الإدارة الأميركية خلف الكواليس وغيرها من الدول الغربية والعربية من أجل إنهاء الصراع، وتحييد المدنيين، لاسيما أن عدد القتلى في غزة بلغ أكثر من 20 ألفا.