على الرغم من أن العلاقات بين واشنطن والصين لم تكن جيدة، خلال الفترة الماضية، لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين، من أجل الحد من هجمات ضد سفن الشحن في البحر الأحمر، وسط تكثيف ضرباتها لمواقع الحوثيين في اليمن.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز اليوم الأربعاء، إن واشنطن طلبت من بكين حث طهران على كبح جماح الحوثيين المدعومين إيرانياً، والذين يهاجمون السفن التجارية في هذا الممر الملاحي المهم عالمياً.
ونقلت الصحيفة، أن الآمال الأميركية خابت على ما يبدو، حيث كشف مسؤولون أميركيون أن الإدارة الأميركية لم ترَ أي علامة تذكر على المساعدة.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين أثاروا هذه المسألة مرارًا وتكرارًا مع كبار المسؤولين الصينيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وطلبوا منهم نقل تحذير إلى إيران بعدم تأجيج التوترات في الشرق الأوسط عقب هجوم حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وقد ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونائبه جون فاينر بالفعل هذه القضية خلال اجتماعات هذا الشهر في واشنطن مع ليو جيانتشاو، رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني، وفقا لمسؤولين أميركيين.
كما كشف مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن أثار الأمر أيضًا. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنه لا يوجد دليل يذكر على أن الصين مارست أي ضغوط على إيران لكبح جماح الحوثيين، باستثناء بيان معتدل أصدرته الأسبوع الماضي يدعو "الأطراف المعنية" إلى ضمان المرور الآمن للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر، وهو ميناء شحن بالغ الأهمية، وطريق للتجارة العالمية.
ومنذ 19 نوفمبر الماضي، أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هاجم الحوثيون ما لا يقل عن 33 سفينة بأنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية والمسيرات، زاعمين أن ضرباتهم هذه تستهدف السفن المتجهة نحو إسرائيل. ما تسبب في تعطيل حركة الشحن العالمي، وأثار مخاوف من التضخم العالمي.
كما فاقمت تلك الهجمات الحوثية المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والمستمرة منذ 7 أكتوبر الفائت، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وتوسيع الصراع إلى حرب إقليمية.