تعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بالمضي في انتهاج سياسة "الحزم الاقتصادي" تجاه جماعة الحوثي الإرهابية وعدم السماح بأي محاولة للتفريط بالمركز القانوني والمالي للدولة اليمنية.
ودعا الرئيس العليمي في خطابه الذي ألقاه بالنيابة عنه وزير الأوقاف والإرشاد محمد شبيبة، عشية عيد الأضحى المبارك، اليمنيين إلى دعم ومساندة قرارات البنك المركزي الاخيرة، قائلا أنها تأتي ردا على" التجاوزات الخطيرة للمليشيات الحوثية التي تهدد بإغراق البلاد في كارثة إنسانية شاملة، ورفضها المتعنت لتحييد القطاع المصرفي، وصولا إلى ذروة وهمها بإمكانية منازعة الدولة سيادتها النقدية من خلال صكّ عملة مزورة وطرحها للتداول".
وأضاف" أدعو عموم الشعب اليمني إلى دعم ومساندة قرارات البنك المركزي، والعمل بموجبها وعدم الالتفات للدعايات المضللة عبر منابر المليشيات التي استأثرت بمقدرات البلاد دون تحمل أي التزامات تجاه مواطنينا في المناطق الخاضعة لها بالقوة الغاشمة".
وأكد الرئيس العليمي بأن التأييد الشعبي والسياسي العارم لقرارات البنك المركزي، أثبت صوابية سياسة "الحزم الاقتصادي"، التي توخت تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، ياتي في أولوياتها التأكيد على" المركز القانوني والمالي للدولة اليمنية. اضافة الى حماية القطاع المصرفي، و أموال المودعين من انتهاكات المليشيات الإرهابية، ومكافحة غسل الأموال".
وأوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأن الهدف الثالث هو إنقاذ الاقتصاد الوطني من خطر العزلة الدولية عقب قرار تصنيف "المليشيات الحوثية منظمة إرهابية"، الذي قد تطال تداعياته السلبية القطاع المالي اليمني برمته.
كما قلل الرئيس العليمي من قيمة "المناورات" الحوثية الأخيرة بشأن فتح الطرق في تعز وبعض المحافظات، قائلا أن تلك "الإجراءات الدعائية" لن تفلح في تحسين صورة الجماعة وغسل جرائمها المشهودة بحق اليمنيين.
وأوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن حكومته في مسعى لإنهاء معاناة الملايين، قدمت الكثير من التنازلات من أجل دفع جماعة الحوثي على انهاء حصارها للمدن، وفتح الطرقات، وتسهيل انتقال الأفراد، والأموال، والسلع، وأنشطة المنظمات الإنسانية، وجعل هذا الملف أولوية ثابتة في كافة الاتفاقات والتفاهمات التي تنصلت عنها المليشيات".
وأكد الرئيس العليمي بأن جماعة الحوثي تخطئ حين تعتقد انه يمكنها بهذه الإجراءات الدعائية، "أن تغسل جرائمها المشهودة على أبواب تعز و في كل أرجاء المحافظة الأبية".
وأردف "تخطئ أيضا حين تعتقد أن مناوراتها هذه يمكن أن تحسّن من صورتها، أو تقدمها كصاحبة سيادة في الداخل بعد أن فشلت في تسويق ذلك للخارج".
وجدد الرئيس العليمي دعوة حكومته للوكالات والمنظمات الدولية إلى نقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، في أعقاب حملة اعتقالات وتنكيل واسعة نفذتها جماعة الحوثيين طالت عشرات الموظفين الدوليين والنشطاء الحقوقيين في صنعاء.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأن تلك الممارسات الحوثية تؤكد بأن الحكومة ماضية على الطريق الصحيح "عندما وجهت الدعوة مرارا للمنظمات الدولية لنقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، حتى لا تظل رهينة لدى المليشيات، وأجهزتها القمعية".
كما أكد في خطابه بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، بأن الوضع المناسب لقادة الرأي والفكر، وموظفي الإغاثة هو التكريم بوصفهم صناع حياة، ورواة حقيقة، معتبرًا بأن الردع المناسب لمنتهكي الحقوق والحريات، والمتاجرين بالدين وتسييس أركانه، و شعائره، ومناسكه، هو العزل وعدم إفلاتهم من العقاب، وتجريم أفكارهم الضالة القائمة على الولاية، والإمامة، والسلالية العنصرية المقيتة.