أكد مسؤول حكومي يمني، الاثنين، أن توجه جماعة الحوثي الإرهابية نحو قمع مظاهر الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر يعكس سياستها الهادفة إلى إضعاف الهوية الوطنية ومخاوفها من فقدان السيطرة على مناطق نفوذها.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية ماجد فضائل في تصريح خاص لـ "المجهر" إن الحملات الحوثية لمنع اليمنيين من الاحتفاء بثورة سبتمبر في مناطق سيطرتها تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف الجماعة من خلالها إلى إضعاف الهوية الوطنية وتجريف الوعي الجمهوري.
وأوضح فضائل، أن قمع الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية، يعد مؤشراً خطيراً لسير الحوثيين نحو إعادة فرض نموذج من الحكم الاستبدادي الطائفي، الذي قال إنها يتناقض مع تطلعات الشعب اليمني نحو مستقبل جمهوري وحدوي.
وأضاف أن " التحولات الأخيرة في ممارسات الحوثيين تجاه الهوية الوطنية تعكس مخاوف هذه الجماعة من فقدان السيطرة على مناطق نفوذها، وتؤكد أن الجمهورية اليمنية والقيم المرتبطة بها لا تزال تمثل تهديداً حقيقياً لمشروعهم الطائفي".
واعتبر وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو نائب رئيس الوفد الحكومي بملف الأسرى، أن حملات الاختطافات التي تعرضها لها الأكاديميين والتربويين والصحفيين والخبراء، هي جزء من حملة أوسع لإسكات الأصوات التي تنادي بالقيم الجمهورية والتعددية الفكرية.
وذكر فضائل أن هذه الممارسات تعكس عدم اهتمام الجماعة بتوفير بيئة تعليمية أو فكرية حرة، مقابل سعيها لفرض أيديولوجيتها بالقوة والترهيب، مشيراً إلى أن النظام الحوثي يعتمد على القمع والاستبداد لإسكات أي صوت يخالف توجهاته أو يهدد نفوذه.
وتابع: " استهداف هذه الشخصيات الهامة هو محاولة لإحداث فراغ فكري وتعليمي في المجتمع، مما يعزز من تحكم هذه الميليشيات بمفاصل الدولة والمجتمع دون معارضة تُذكر".
وأفاد فضائل في حديثه لـ"المجهر" بأن تركيز الجماعة الحوثية على الاحتفال بمناسباتها الدينية يكشف استراتيجيتها لإعادة صياغة الهوية الوطنية اليمنية بما يخدم أجندتها السياسية والطائفية.
كما أشار إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى خلق مجتمع يعتمد على الولاءات الدينية والطائفية من خلال سعيها لتقديم الولاء للطائفة فوق الولاء للوطن، مما يضعف الروابط الوطنية ويعزز الانقسامات داخل المجتمع اليمني.
وأضاف فضائل، أن جماعة الحوثيين تسعى إلى إزاحة المناسبات الوطنية من الذاكرة الجمعية لليمنيين لأنها تُشكل تهديداً لسلطتها، مستغلة المناسبات الدينية كأداة لتحقيق أغراضها السياسية.
ولفت إلى أن محاولة الحوثيين إبراز الاحتفالات الدينية على حساب الاحتفالات الوطنية يعكس توجه الحوثيين لربط السلطة الدينية بالسلطة السياسية، في محاولة لإعادة إنتاج نموذج مشابه لما كان عليه الحال قبل النظام الجمهوري.
وأكد المسؤول الحكومي على أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة تمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ اليمن، كونها حررت البلاد من الحكم الإمامي وأرست مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.