كشفت منظمة "رصد" للحقوق والحريات عن تعرّض المختطف محمد علي النسيم لعمليات تعذيب وحشية في سجون جماعة الحوثي الإرهابية، ما أدى إلى وفاته في الأول من فبراير/ شباط الجاري، بعد خمس سنوات من الاختطاف والاحتجاز القسري في العاصمة المختطفة صنعاء.
وفي مؤتمر صحفي عقدته المنظمة بمحافظة مأرب تحت عنوان "الموت تحت التعذيب"، استعرضت أدلة موثقة بالصور ومقاطع الفيديو، تُظهر تعرّض الضحية للصعق الكهربائي، والضرب المبرح، والتعليق في غرف انفرادية غير صالحة للعيش، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية حتى وفاته.
ووفق بيان المنظمة، فقد اختُطف "النسيم" في 25 يناير/ كانون الثاني 2020، وظل يتعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي طوال فترة احتجازه، في ظل إنكار الجماعة مسؤوليتها عن وفاته، وسط محاولات للتضليل الإعلامي.
وقدّم الصحفي جبر صبر، ابن شقيقة الضحية، شهادة مؤثرة عن معاناة "النسيم"، كاشفًا أنه احتُجز في زنزانة انفرادية ضيقة تُعرف بـ"الضغاطة"، وتعرض للإهمال الطبي المتعمّد رغم إصابته بأمراض خطيرة، كما مُنع من رؤية زوجته التي توفيت قبل سبعة أشهر، وحُرم من أي تواصل مع أسرته.
ودعت منظمة "رصد" الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والحكومة اليمنية إلى إدانة الجريمة، والمطالبة بتحقيق دولي مستقل يضمن عدم إفلات الجناة من العقاب.
وأكدت على ضرورة إلزام جماعة الحوثيين المصنفة أمريكيا كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) بالإفراج عن جميع المختطفين قسريًا، ووقف ممارسات التعذيب الممنهج داخل سجونها.
إلى ذلك، شدّدت أسرة الضحية على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجريمة، وعلى رأسهم زعيم الجماعة المدعومة من إيران عبدالملك الحوثي والقيادي عبدالقادر المرتضى، وتقديمهم للعدالة محليًا ودوليًا.
وتُسلّط هذه الجريمة الضوء على تصاعد الانتهاكات داخل سجون الحوثيين، والتي ما زالت تحصد أرواح المختطفين في ظل صمت دولي متزايد، بينما يواجه آلاف المعتقلين مصيرًا مجهولًا، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لإنقاذ من تبقى منهم، ووقف آلة التعذيب التي باتت أداة قمع ممنهجة تهدد أرواح الأبرياء في اليمن.