دخلت جماعة الحوثي الإرهابية في حالة غير مسبوقة من الارتباك الأمني، عقب سلسلة ضربات جوية أمريكية استهدفت بدقة مواقع ومخابئ سرية تابعة لها في صنعاء وصعدة ومناطق أخرى، في ضربة وصفت بأنها من الأعنف والأكثر دقة منذ سنوات.
ووفقًا لمصادر محلية تحدثت لـ"الشرق الأوسط"، فإن الهجمات الأخيرة طالت مراكز قيادة ومخازن أسلحة كانت محاطة بإجراءات أمنية مشددة، وأسفرت عن تدمير منشآت استراتيجية وسقوط قتلى من الحراسة المقربة، فيما تمكن بعض القيادات من مغادرة المواقع المستهدفة قبيل الضربات بلحظات.
أثارت دقة الغارات صدمة داخل الجماعة، ما عزز الشكوك بوجود اختراق أمني واسع النطاق، دفع الحوثيين إلى فرض سلسلة من الإجراءات الصارمة، شملت حملات اعتقال طالت أكثر من 100 شخص في صنعاء وصعدة، بتهم تتعلق بـ"التعاون مع العدو" وتزويد القوات الأمريكية بإحداثيات دقيقة.
في السياق ذاته، شددت الجماعة القيود على خدمات الإنترنت، خصوصًا في محافظة صعدة التي شهدت انقطاعًا تامًا لخدمة "فور جي"، وسط اتهامات لها باستخدام ذريعة "الاختراق الأمريكي" لتبرير موجة قمع واسعة تطال السكان.
وأفادت مصادر مطلعة بأن قيادة الحوثيين أصدرت توجيهات لمشرفي الأحياء ومراكز الشرطة لمراقبة الشبكات المحلية، وإعادة مراجعة أنظمة كاميرات المراقبة في المباني السكنية والتجارية، في محاولة لمنع عمليات الرصد التي قد تكشف تحركات قادتهم.
كما كثّفت أجهزة مخابرات الجماعة من عمليات التجسس على السكان، عبر زرع عملاء في الأحياء السكنية، ومراقبة تطبيقات المراسلة مثل "واتساب"، إضافة إلى تجنيد عناصر نسائية ضمن شبكات الرصد وجمع المعلومات.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن حالة الذعر بلغت مستويات غير معهودة داخل الجماعة، وسط أنباء عن تنكر بعض القيادات أثناء تنقلهم في صنعاء، وتكرار تغيير أماكن اختبائهم خشية الرصد والاستهداف.
من جانبهم، طالب نشطاء محسوبون على الجماعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بتسريع محاكمات المعتقلين المتهمين بتسريب معلومات حساسة، والدعوة لإنزال أقسى العقوبات بحقهم، بما في ذلك الإعدام.
ويرى مراقبون أن الإجراءات المتسارعة تعكس تصدعًا لافتًا في بنية الحوثيين الأمنية، بعد تلقيهم ضربة استخباراتية موجعة كشفت عن عمق الاختراق الأمريكي في صفوفهم أو شبكاتهم الاتصالية.
تابع المجهر نت على X