هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، متهمًا إياه بتضليل الرأي العام بشأن نتائج المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، ومؤكدًا أن طهران "لم تحقق أي انتصار، بل تواجه دمارًا اقتصاديًا وعسكريًا شاملًا".
وفي بيان مطوّل نشره على منصته الإلكترونية، تروث سوشيال، اعتبر ترامب أن تصريحات خامنئي عقب التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل "مليئة بالأكاذيب"، مضيفًا: "خامنئي رجل دين يفترض به أن يتحلى بالصدق، لكنه يضلل شعبه.. بلده دُمّر، وجيشه في حالة انهيار، ومستقبله قاتم".
وكشف ترامب أنه تدخّل شخصيًا خلال الأيام الأخيرة من التصعيد، لمنع إسرائيل من توجيه "ضربة نهائية مدمّرة" ضد إيران، مشيرًا إلى أن تلك الضربة كانت ستشمل "عددًا هائلًا من الطائرات المقاتلة"، وكان من شأنها أن تؤدي إلى "سقوط عدد كبير من الضحايا الإيرانيين".
وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، استهدفت ثلاثًا من "أخطر المنشآت النووية الإيرانية"، على حد تعبيره، مؤكدًا أنه كان مطّلعًا بشكل دقيق على تفاصيل العملية.
وفي ما بدا أنه ربط مباشر بين الخطاب الإيراني وفرص التهدئة، قال ترامب إنه كان يدرس تخفيف بعض العقوبات المفروضة على طهران، لمنحها فرصة للانتعاش الاقتصادي، لكنه قرر التراجع عن هذه المبادرة فور صدور بيان خامنئي "العدائي والغاضب"، وفق تعبيره.
وشدد ترامب على أن العقوبات الأميركية "مؤلمة جدًا"، وأن استمرار إيران في تبني هذا الخطاب "لن يؤدي إلا إلى المزيد من التدهور".
وأنهى ترامب بيانه برسالة تهكمية، قائلاً: "يمكنك جذب العسل أكثر مما تجذب الخل. السلام ممكن، لكن وفق شروط العالم، لا شروط نظام طهران العدائي".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب أسابيع من التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وسط تبادل الضربات الجوية والصاروخية، وتلميحات متبادلة بشأن تجاوز الخطوط الحمراء، في حين تواصل طهران ترويج رواية "الانتصار المعنوي" في وجه ما تسميه "التحالف الإسرائيلي الأميركي".
ويرى محللون أن تصريحات ترامب تحمل رسائل سياسية مزدوجة، تهدف أولًا إلى تقويض السردية الإيرانية بشأن نتائج التصعيد، وثانيًا إلى التأكيد على أن أي مفاوضات مستقبلية بين واشنطن وطهران ستكون مشروطة بتغيير الخطاب الإيراني والتوقف عن التصعيد.
تابع المجهر نت على X