أثارت الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية بحق الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ريمة، إدانات واسعة من منظمات حقوقية ومسؤولين يمنيين، وسط مطالبات بفتح تحقيق دولي عاجل ومحاسبة المتورطين.
ونفذت جماعة الحوثي، بقيادة المدعو فارس الحباري منتحل صفة محافظ ريمة، والمدعو فارس روبع مدير المديرية، هجومًا مسلحًا على منزل الشيخ حنتوس في قرية المعذب، عزلة بني نفيع بمديرية السلفية، مستخدمة أكثر من 80 طقمًا عسكريًا، بينها تعزيزات من محافظة ذمار.
وقامت الحملة الحوثية بإطلاق النار على الشيخ وزوجته، ثم قصفت المنزل بقذائف "آر بي جي"، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، واندلاع حرائق في منازل مجاورة، وسط منع تام لوصول سيارات الإسعاف.
وأكدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن الهجوم تخلله إغلاق دار القرآن الكريم الذي أسسه الشيخ حنتوس منذ ثلاثة عقود، وإحراق محتوياته بالكامل، في محاولة لطمس الهوية الدينية الوسطية في المجتمع اليمني، واصفة ما جرى بأنه "جريمة إرهابية مكتملة الأركان".
من جهته، وصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، الهجوم بـ"الجريمة الوحشية"، ضمن سلسلة انتهاكات تمارسها جماعة الحوثي بحق المدنيين، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي يشجع الجماعة على تصعيد جرائمها تحت شعارات زائفة.
وأكد الإرياني أن الشعب اليمني لن يسكت على هذه الانتهاكات، داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اتخاذ موقف حازم، وإدانة صريحة لهذه الجريمة، والعمل لحماية المدنيين والمؤسسات الدينية، وتجفيف منابع تمويل الحوثيين، وتصنيفهم كجماعة إرهابية.
كما أدان مكتب حقوق الإنسان في محافظة ريمة بشدة الهجوم، مشيرًا إلى أن الشيخ حنتوس، البالغ من العمر 75 عامًا، يُعد من رموز التعليم الديني والإصلاح المجتمعي، ولم يكن طرفًا في أي صراع سياسي أو عسكري، مؤكدًا أن ما حدث يمثل "انتهاكًا فاضحًا لكل الأعراف والقوانين الدولية".
وفي السياق ذاته، أطلق المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) نداءً عاجلًا لإنقاذ حياة الشيخ حنتوس وزوجته، مؤكدًا استمرار الحصار المفروض عليهما ومنع نقلهما للعلاج، مطالبًا بتدخل أممي عاجل لتوثيق الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وتتوالى الدعوات الحقوقية لفتح تحقيق دولي عاجل، واعتبار ما جرى جريمة حرب متكاملة، تستدعي تحركًا دوليًا فاعلًا لوقف الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين في اليمن.
تابع المجهر نت على X