وصفت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية الرهان على اتفاق دبلوماسي مع جماعة الحوثي بأنه "وهم لا يستند إلى الواقع"، محذّرة من أن هذه الجماعة أثبتت مرارًا أنها غير قابلة للردع، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي.
جاء ذلك في تحليل مشترك للباحثين مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، وكوبي غوتليب، طالب بجامعة برانديز، أكدا فيه أن السياسات الأمريكية الحالية تجاه الحوثيين تتسم بـ"الاسترضاء" وتغذي سلوك الجماعة العدواني.
وأشار التحليل إلى أن الحوثيين، رغم تراجع الهجمات من قبل إيران وحزب الله، صعّدوا عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، وأطلقوا في 22 يوليو صاروخًا باليستيًا نحو مطار بن غوريون، بعد أيام من هجوم مماثل، ما اعتبر رسالة واضحة برفض أي مسار للتهدئة.
وانتقد الكاتبان العروض الأمريكية المتكررة لوقف إطلاق النار، معتبرين أنها منحت الحوثيين فرصة لإعادة تسليح أنفسهم وتصعيد هجماتهم، كما حدث بعد اتفاق الهدنة الذي تم بوساطة عمانية في مايو 2025، والذي انهار خلال أسابيع بهجومين داميين على سفن تجارية.
ولفت التحليل إلى أن الجماعة لا تستهدف إسرائيل فقط، بل تهدد أيضًا حرية الملاحة العالمية، من خلال تنفيذ عشرات الهجمات على السفن في البحر الأحمر، محدثة فوضى في سلاسل الإمداد العالمية.
كما استعرض الكاتبان تجربة السعودية، التي حاولت التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، لكنها واجهت تصعيدًا عسكريًا دائمًا، واستمرت الجماعة في تهريب الأسلحة من إيران، ونفذت أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية منذ أكتوبر 2023، رغم التهدئة المعلنة.
وأوضح التحليل أن العملية العسكرية الأمريكية "رايد رايدر"، التي استهدفت أكثر من 1000 موقع حوثي في مارس 2025، شكّلت ردًا حازمًا، لكن العودة لاحقًا إلى مسار التهدئة أضعف فاعلية الردع، وأعطى الحوثيين ضوءًا أخضرًا لمواصلة التصعيد.
وختم الكاتبان بدعوة واشنطن إلى تبني استراتيجية ضغط شاملة تفرض كلفة اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على الحوثيين، مؤكدين أن أي اتفاق مع جماعة مصنفة كمنظمة إرهابية لا يمكن أن يُعامل كاتفاق شرعي، وأن على الولايات المتحدة أن تفرض قواعد اللعبة، لا أن ترضخ لها.
تابع المجهر نت على X