أُثيرت مخاوف واسعة في مديرية ماوية شرق محافظة تعز، جنوب غربي اليمن عقب الإغلاق المفاجئ لثلاثة فروع تابعة لمؤسسة "أبو العز" للصرافة، واختفاء مالكها، في واقعة تهدد أموال مئات المواطنين وتسلط الضوء مجددًا على هشاشة السوق المالية خارج الأطر الرسمية.
وقالت مصادر محلية إن الفروع المغلقة تشمل المقر الرئيسي في منطقة السويداء، وفرعي سوق الشرمان (الشيشة) ومفرق ماوية، وجميعها تقع ضمن مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وأوضحت المصادر أن مالك المؤسسة المعروف محليًا بـ"أبو العز" اختفى بشكل مفاجئ، وسط مزاعم بجمعه أكثر من 70 مليون ريال سعودي من مودعين، معظمهم من مزارعي القات وتجار وبائعين ومغتربين. وفقًا للصحفي سامي نعمان.
وأشارت المصادر إلى أن مؤسسة "أبو العز" كانت تدير شبكة مالية غير رسمية تنشط منذ أكثر من عشر سنوات، وتستحوذ على الحصة الأكبر من تحويلات سوق القات، أحد أكبر أسواق تصديره في اليمن.
وتجمهر العشرات من المتضررين، صباح الأربعاء، أمام المقرات المغلقة، مطالبين بكشف مصير أموالهم، في ظل غياب أي توضيح رسمي من المؤسسة أو الجهات المعنية التابعة للحوثيين حتى الآن.
وفي تعليق على الحادثة، قال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر، إن استمرار المواطنين في إيداع أموالهم لدى شركات صرافة خارج الإطار المصرفي الرسمي، رغم التحذيرات، يشكل مجازفة كبيرة، محذرًا من أن "الأزمة المالية لا تزال في بدايتها والانفجار الأكبر لم يحدث بعد".
وجدد نصر في منشور عبر منصة "فيسبوك" الدعوة إلى التدخل السريع لضبط القطاع المالي، ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.
وكان البنك المركزي اليمني قد شدد خلال الأشهر الماضية على أن شركات الصرافة مرخص لها فقط بتنفيذ الحوالات وشراء وبيع العملات، ولا يحق لها قانونًا قبول الودائع أو تقديم خدمات استثمارية، محذرًا من مخاطر التعامل مع المؤسسات غير المرخصة.
تابع المجهر نت على X